كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 9)

(لعن الله من مثل بالحيوان) بتشديد المثلثة من صيره مثلة بأن قطع أطرافه أو بعضها وهو حي فإن ذلك محرم وهو شامل لكل حيوان، ويخرج قطع يد السارق بالنص. (حم ق (¬1) عن ابن عمر).

7266 - "لعن عبد الدينار لعن عبد الدرهم. (ت) عن أبي هريرة (ح).
(لعن) غيرت الصيغة إعلاما بأنه يلعنه كل لاعن. (عبد الدينار) الذي يتخذه كأنه إلهه يخدمه ويؤثره على كل محبوب. (لعن عبد الدرهم) أي أبعد عن الرحمة لأنه لا يقرب منها إلا المحسنون وهم لا يؤثرون الدينار والدرهم على ذكر الله وعبادته وزاد في رواية: "إن أعطي رضي وإن منع سخط" (¬2) (ت (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وفي الكبير حسن غريب.

7267 - "لعنت القدرية على لسان سبعين نبياً (قط) في العلل عن علي (ض) ".
(لعنت القدرية) هم الذين يقولون الأمر أنف وقدمنا تحقيق ذلك في الجزء الأول والشارح هنا كغيره من المقلدة فسرهم بالذين يضيفون أفعال العباد إلى قدرتهم (على لسان سبعين نبياً) أي أنه أخبر الله بلعنه إياهم على لسانهم، أو أمرهم بإفشائه وتمام الحديث كما في العلل للدارقطني آخرهم محمَّد (خط (¬4)
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 13)، والبخاري (5515)، ومسلم (1958).
(¬2) أخرجها البيهقي في السنن (9/ 159)، والطبراني في الأوسط (2595).
(¬3) أخرجه الترمذي (2375) وقال حديث حسن غريب من هذا الوجه, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4695).
(¬4) أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 149)، والدارقطني في العلل (8/ 289) , وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 319)، والطبراني في الأوسط (7162) من حديث ابن عمر, وأورده الذهبي في ميزان الاعتدال (8/ 45) وقال: قال الدارقطني في غرائب مالك هذا إسناد ورجاله مجهولون لا يصح وقال: هذا المتن بهذا الإسناد منكر؛ لأنه من حديث محمَّد بن الفضل بن عطية أحد الكذابين، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 154) وقال: لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1/ 151) وقال: قال ابن عدي وهو بهذا الإسناد باطل، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4696).

الصفحة 63