حتى بلغ: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 75 - 82] (¬1).
قال شيخ الإسلام النووي رحمه الله تعالى: قال العلماء: إن قال مسلم: مطرنا بنوء كذا مريدًا أن النَّوء هو الموجد والفاعل المحدث الممطر، صار مرتدًا بلا شك، وإن قال مريدًا أنه علامة لنزول المطر، فنزل المطر عند هذه العلامة، ونزوله بفعل الله تعالى وخلقه، لم يكفر.
واختلفوا في كراهته، والمختار أنه مكروه لأنه من ألفاظ الكفار، وهذا ظاهر الحديث، ونص عليه الشافعي في "الأم" (¬2)، وغيره؛ والله تعالى أعلم (¬3).
وروى النسائي عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْ أَمْسَكَ اللهُ الْمَطَرَ عَنِ النَّاسِ سَبع سِنِينَ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ لأَصْبَحَتْ طائِفَةٌ كافِرِينَ يَقُولُونَ: هَذا بِنَوْءِ الْمِجْدَحِ"؛ يعني: الدبران (¬4).
وهكذا في الحديث وقع تفسير المجدح بالدبران من الراوي، وهو - بالتحريك -: منزل من منازل القمر.
وفي "القاموس": إنه الدبران، أو نجم صغير تحته، والثريا، وهو كمنبر، وبضم الميم منه (¬5).
¬__________
(¬1) رواه مسلم (73).
(¬2) انظر: "الأم" للإمام الشافعي (1/ 252).
(¬3) انظر: "الأذكار" للنووي (ص: 145).
(¬4) رواه النسائي (1526)، وكذا ابن حبان في "صحيحه" (6130).
(¬5) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 275) (مادة: دبر).