كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 9)

والحديث يحتمل وجهين:
الأول: أنه على سبيل الفرض إشارة إلى أن هذا الاعتقاد لا يخلو الناس أن يكون فيهم من يعتقده ويقوله.
والثاني: أن يكون فيه معجزة من حيث إنه إشارة أو إخبار بأنه أمر يأتي آخر الزمان بحبس المطر سبعًا، ثم يرسل فيقول قائل ذلك.
قال جابر السُّوائي رضي الله تعالى عنه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أَخافُ عَلى أُمَّتِي ثَلاثًا؛ اسْتِسْقاءَكُمْ بِالأَنْواءِ، وَحَيْفَ السُّلْطانِ، وَتَكْذِيبًا بِالْقَدَرِ". رواه ابن جرير (¬1).
وأخرجه الإمام أحمد، والطبراني في "الكبير" عن جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه، ولفظه: "ثَلاثٌ أَخافُ عَلى أُمَّتِي؛ الاسْتِسْقاءُ بِالأَنْواءِ، وَحَيْفُ السُّلْطانِ، وَالتَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ" (¬2).
وروى البخاري في "تاريخه" - وقال: في إسناده نظر - والطبراني في "الكبير"، وآخرون عن مصعب بن عبيد الله بن جنادة بن مالك
¬__________
(¬1) انظر: "الدر المنثور" (8/ 31).
(¬2) رواه الإمام أحمد في "المسند" (5/ 89)، والطبراني في "المعجم الكبير" (1853)، وكذا ابن أبي عاصم في "السنة" (1/ 142)، والبزار في "المسند" (4288) وقال: لا نعلمه يروى من إلا من هذا الوجه، ومحمد ابن القاسم لين الحديث، وقد احتفل حديثه أهل العلم ورووا عنه.
قلت: وجابر بن سمرة هو السُّوائي، ولعل المصنف - رحمه الله - ظنهما اثنين، فكرر الحديث لذلك، والله أعلم.

الصفحة 108