كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 9)

قال: وقال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم؛ يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار (¬1).
وروى الشيخان عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قالَ اللهُ تَعالَى: يَسُبُّ بَنُو آدَمَ الدَّهْرَ، وَأَنا الدَّهْرُ بِيَدِي اللَّيْلُ وَالنَّهارُ" (¬2).
وروى أبو داود عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قالَ اللهُ تَعالَى: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، فَيَقُولُ: يا خَيْبَةَ الدَّهْرِ، فَلا يَقُلْ أَحَدُكُمْ يا خَيْبَةَ الدَّهْرِ؛ فَإِنِّي أَنا الدَّهْرُ أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنهَارَهُ" (¬3).
قال الحافظ عبد العظيم: ومعنى الحديث: أن العرب كانت إذا نزل بأحدهم نازلة أو أصابته مصيبة أو مكروه سبَّ الدهر اعتقادًا منهم أن الذي أصابه فعل الدهر كما كانت العرب تستمطر بالأنواء؛ تقول: مطرنا بنوء كذا اعتقادًا أن ذلك فعل الأنواء، فنهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك (¬4).

79 - ومن أخلاقهم: أنهم كانوا يعتقدون أن الشمس والقمر لا تكسفان إلا لموت عظيم.
وكذلك الحوادث العلوية كانقضاء النجم يعتقدون أنه لميلاد أو
ممات.
¬__________
(¬1) رواه الطبري في "التفسير" (25/ 152)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (10/ 3292)، والحاكم في "المستدرك" (3690) مرفوعًا.
(¬2) رواه البخاري (4549)، ومسلم (2246).
(¬3) رواه أبو داود (5274) باللفظ السابق، وهذا اللفظ هو إحدى روايات في مسلم (2246).
(¬4) انظر: "الترغيب والترهيب" للمنذري (3/ 317).

الصفحة 112