كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 9)

وكان إذا دعي أحدهم باسم من تلك الأسماء قالوا: يا رسول الله! إنه يكره هذا الاسم، فأنزل الله تعالى: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} [الحجرات: 11] (¬1).
وروي نحوه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (¬2).

85 - ومنها: التمادح لا على وجه التقرب إلى الله تعالى بالإنصاف، وإنزال الناس منازلهم، بل على وجه المداهنة والمراءاة، والتقرب إلى قلوب الناس تحصيلًا للأغراض الفاسدة.
وعليه كان تمادح أهل الجاهلية، وإياه عنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "إِيَّاكُمْ وَالتَّمادُحَ؛ فَإِنَّهُ الذَّبْحُ". رواه ابن ماجه من حديث معاوية رضي الله تعالى عنه (¬3).
وروى ابن أبي الدنيا عن مطرِّف بن عبيد، عن عبيد رضي الله تعالى عنه قال: قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رهط من بني عامر فقالوا: أنت
¬__________
(¬1) رواه الإمام أحمد في "المسند" (4/ 260)، والبخاري في "الأدب المفرد" (335)، وأبو داود (4962)، والترمذي (3268)، والنسائي في "السنن الكبرى" (11516)، وابن ماجه (3741)، وأبو يعلى في "المسند" (6853)، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 389)، وابن حبان في "صحيحه" (5709)، والحاكم في "المستدرك" (7755).
(¬2) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (7/ 564) إلى ابن مردويه.
(¬3) رواه ابن ماجه (3743)، وكذا الإمام أحمد في "المسند" (4/ 92).

الصفحة 119