كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 9)

قال: أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - على النساء حين بايعهن أن لا ينحن، فقلن: يا رسول الله! إن نساء أسعدننا في الجاهلية، فنسعدهن في الإسلام؟
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا إِسْعادَ فِي الإِسْلامَ، وَلا شِغَارَ، وَلا عَقْرَ، وَلا جَلَبَ وَلا جَنَبَ، وَمَنِ انْتَهَبَ فَلَيْسَ مِنَّا" (¬1).
وروى مسلم عن أبي مالك الأشعري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجاهِلِيَّةِ لا يَتْرُكُونَهُنَّ؛ الْفَخْرُ فِي الأَحْسابِ، وَالطَّعْنُ فِي الأَنْسابِ، وَالاسْتِسْقاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّياحَةُ".
وقال: "النَّائِحَةُ إِذا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِها تُقامُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَعَلَيْها سِرْبالٌ مِنْ قَطِرانٍ، وَدِرْعٌ مِنْ جربٍ" (¬2).
وروى الترمذي عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيوبَ، وَدَعا بِدَعْوى الْجاهِلِيَّةِ" (¬3)؛ أي: قولهم في المصيبة: يا ثبوراه، يا ويلاه.
وروى الترمذي من حديثه - مرفوعًا، وصححه موقوفًا - قال: "إِيَّاكُمْ وَالْنَّعْيَ؛ فَإِنَّ الْنَّعْيَ مِنْ عَمَلِ الْجاهِلِيَّةِ" (¬4).
¬__________
(¬1) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (6690)، والإمام أحمد في "المسند" (3/ 197).
(¬2) رواه مسلم (934).
(¬3) تقدم تخريجه.
(¬4) رواه الترمذي (984) مرفوعًا، و (985) موقوفًا وقال: هذا أصح.

الصفحة 126