كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 9)

تهجرونه ولا تعمرونه (¬1).
قلت: وهذا حال من يقعدون في هذه الأزمنة في المساجد - مسجد دمشق وغيره - خصوصاً بين المغرب والعشاء، يتحلقون ويتكلمون في الدنيا، ويقولون الْهُجر - بالضم - أي: الباطل، والمكر.
وروى الطبراني في "الكبير" عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمانِ قَوْم يَجْلِسُونَ فِي الْمَساجِدِ حِلَقاً حِلَقاً، إِمامُهُمُ الدّنْيا، فَلا تُجالِسُوهُمْ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ لِلَّهِ فِيهِمْ حاجَةٌ" (¬2).
وهو عند أبي نعيم، ولفظه: "سَيَأْتِي عَلَى الزَّمانٌ زَمانٌ يَقْعُدُونَ فِي الْمَساجِدِ حِلَقاً حِلَقاً [إنما همتهم الدنيا] (¬3) فَلا تُجالِسُوهُمْ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ لِلَّهِ فِيهِمْ حاجَةٌ" (¬4).
وروى البيهقي في "الشعب" عن الحسن - مرسلاً - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَأْتِي عَلى النَّاسِ زَمانٌ يَكُونُ حَدِيثُهُمْ فِي مَساجِدِهِمْ فِي أَمْرِ دُنْياهُمْ، فَلا تُجالِسُوهُمْ؛ فَلَيْسَ لِلَّهِ بِهِمْ حاجَةٌ" (¬5).
¬__________
(¬1) رواه النسائي في "السنن الكبرى" (11351)، والحاكم في "المستدرك" (3487).
(¬2) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (10452). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 24): فيه بزيع أبو الخليل، ونسب إلى الوضع.
(¬3) بياض في "أ" و"ت".
(¬4) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/ 109).
(¬5) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (3/ 87).

الصفحة 15