كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 9)

* تَنْبِيهٌ آخَرُ:
كل شيء يعمله العبد متعبداً به ولم يرد به الشرع - وإن لم يكن معروفاً من تعبدات الجاهلية - فهو به متشبه بأهل الجاهلية، عابدٌ لله تعالى على حرف - أي: جهل - فمن ثم كان العلم من أفضل العبادات، وأشرف الطاعات، وعظم فضل العالم وعلا مقامه كان قل اشتغاله بالنوافل.
ومن ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نَوْمٌ عَلى عِلْمٍ خَيْر مِنْ صَلاةٍ عَلى جَهلٍ".
وراه أبو يعلى، وأبو نعيم عن سلمان رضي الله تعالى عنه (¬1).
وروى الطبراني في "الكبير"، والحاكم وصححه، والبيهقي في "الشعب"، عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا ابْنَ مَسْعُودٍ! أَيُّ عُرى الإِيْمانِ أَوْثَقُ؟ "
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: "أَوْثَقُ عُرى الإِيْمانِ الْولايَةُ فِي اللهِ، وَالْحُبُّ فِي اللهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ".
ثم قال: "يا ابْنَ مَسْعُودٍ! أتدْرِي أَيَّ النَّاسِ أَفْضَلَ؟ "
قلت: الله ورسوله أعلم.
¬__________
(¬1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/ 385)، والديلمي في "مسند الفردوس" (6732) عن سلمان - رضي الله عنه -.

الصفحة 21