قال: "فَإِنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ أَفْضَلُهُمْ عَمَلاً إِذا فَقُهُوا فِي دِيْنِهِمْ".
ثم قال: "يا ابْنَ مَسْعُودٍ! أتدْرِي أَيَّ النَّاسِ أَعْلَمَ؟ "
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: "إِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ أَبْصَرُهُمْ بِالْحقِّ إِذا اخْتَلَفَ فِيْهِ النَّاسُ؛ وَإِنْ كانَ مُقَصِّراً فِي عَمَلِهِ، وإِنْ كانَ يَزْحَفُ عَلى اسْتِهِ زَحْفاً" (¬1).
وقلت في معنى الجملة الأخيرة: [من المديد]
أَعْلَمُ النَّاسِ أَبْصَرُ النَّاسِ بِالْحَقِّ ... إِذا ما رَأَيْتَ فِي النَّاسِ خُلْفا
ذاكَ ما ضَرَّهُ وَلا نالَ مِنْهُ ... نَقْصُ أَعْمالِهِ وَإِنْ سارَ زَحْفا
43 - ومن أخلاق الجاهلية: التقرب إلى الله تعالى بالسكوت؛ وإن كان هذا شرعاً سابقاً.
وإنما الصمت المأخوذ به في الشريعة عن الهُجر، والغيبة، والنميمة، والكذب، وما لا يعني، ونحوها، وأما التعبد بنفس السكوت فليس من هذه الشريعة.
روى البخاري عن قيس بن أبي حازم قال: دخل أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه على امرأة من أحمس يقال لها: زينب، فرآها
¬__________
(¬1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (10531)، والحاكم في "المستدرك" (3790)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9510). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 163): وفيه عقيل بن الجعد، قال البخاري: منكر الحديث.