كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 9)

وفي "مراسيل أبي داود" عن أبي نضرة العبدي قال: لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العدو، فقال: "مَنْ جاءَ بِرَأْسٍ فَلَهُ عَلى اللهِ ما تَمَنَّى"، فجاءه رجلان برأس. الحديث.
قال أبو داود: في هذا أحاديث، ولا يصح منها شيء (¬1).
قال البيهقي: وهذا إن ثبت فإن فيه تحريضاً على قتل العدو، وليس فيه حمل الرأس من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام (¬2).
وروى أبو حفص بن شاهين في "أفراده" عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: إن أول رأس علق في الإسلام رأسُ أبي عزَّة الجمحي؛ ضرب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - رأسَه بأُحد (¬3).
كما أخرجه البيهقي عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى (¬4).

46 - ومن أعمال أهل الجاهلية: ما كانت العرب تفعله في الحج من الأمور المخالفة لمناسك إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
وذلك أن العرب كانوا على دينين: حلة، وحميس.
فالحميس: قريش وكل من ولدت من العرب، وكانت قريش إذا أنكحوا غريباً امرأة منهم اشترطوا عليه أن كل من ولدت له فهو
¬__________
(¬1) انظر: "المراسيل" لأبي داود (ص: 230).
(¬2) انظر: "السنن الكبرى" للبيهقي (9/ 133)
(¬3) وانظر: "التلخيص الحبير" لابن حجر (4/ 107).
(¬4) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/ 65).

الصفحة 28