كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 9)

وروى مسلم، والترمذي عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: [كان] رجال من الأنصار ممن كان يهل لمناة في الجاهلية.
ومناة: صنم بين مكة والمدينة.
قالوا: يا نبي الله! إن كنا لا نطوف بين الصفا والمروة تعظيماً لمناة، فهل علينا من حرج أن نطوف بهما؟ فأنزل الله الآية (¬1).
وكانوا لا يتبايعون في يوم عرفة ولا في أيام منى، فلما جاء الإسلام أحلَّ الله ذلك، فنزل {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 198].
وفي قراءة أبي بن كعب - رضي الله عنه -: في مواسم الحج؛ يعني: منى وعرفة (¬2).
روى البخاري، والمفسرون عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كانت عكاظ، ومجنة، وذو المجاز أسواقاً في الجاهلية، فتأثَّموا أن يتَّجروا في المواسم، فسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 198] في مواسم الحج (¬3).
وروى عبد بن حميد عن قتادة رحمه الله تعالى في الآية قال: كان ناس من أهل الجاهلية يسمون ليلة النفر ليلة الصدر، وكانوا لا يعرجون
¬__________
(¬1) بهذا اللفظ رواه البخاري (4580)، وانظر الحديث السابق.
(¬2) انظر: "أخبار مكة" للأزرقي (1/ 188 - 189).
(¬3) رواه البخاري (4247).

الصفحة 37