قال: من أعظم الذنب أن يستخف الرَّجل بذنبه (¬1).
وعن القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أنّه سئل: من أعظم النَّاس ذنبًا؟ قال: أعظم النَّاس ذنبًا أن يستخف المرء بذنبه (¬2).
وعن العوَّام بن حوشب أنّه قال: الابتهار بالذنب أعظم من ركوبه.
قال ابن قتيبة: هو أن يقول الرَّجل: زنيت ولم يزن، وقتلت ولم يفعل؛ يتبجح بذلك ويفتخر به.
يقول: فذاك أشد على الرَّجل من ركوبه لأنّه لم يدعه على نفسه إِلَّا وهو لو قدر عليه لفعل، فهو كفاعله بالنية، وزاد على ذلك بهتكه ستر نفسه، وقحته وقلة مبالاته به.
قال: ويقال: ابتهر الشاعر الجارية إذا قال: زنيت بها، ولم يفعل (¬3).
وروى الطبراني في "الكبير" عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَخافُ عَلى أُمَّتِي ثَلاثًا: زَلَّةَ عالِمٍ، وَجِدالَ مُنافِقٍ بِالقُرْآنِ، وَالتَّكْذِيبَ بِالقَدَرِ" (¬4).
¬__________
(¬1) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: 235).
(¬2) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: 499).
(¬3) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: 521).
(¬4) رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (2220). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 203): فيه معاوية بن يعمرو الصدفي، وهو ضعيف.