كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 9)

حتّى يتكلموا: رجل رأيته راكبًا، أو شممت منه رائحة طيبة، أو سمعته يعرب.
قال: وثلاثة يحكم لهم بالدناءة حتّى يعرفوا: رجل يتكلم بالفارسية في مِصْرٍ عربي - قلت: وفي معنى الفارسية: التركية، ونحوها - قال: أو رجل رأيته على طريق ينازع في القدر، ورجل شممتَ منه رائحة [نبيذ] (¬1).
وأنشد: [من البسيط]
نَوْمُ الغَداةِ وَشُرْبٌ بِالْعَشِيَّاتِ ... مُوَكَّلانِ بِهَدْمٍ لِلْمُرُوءاتِ (¬2)
وعن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى قال: قال محمّد بن نصر الحارثي رحمه الله تعالى: أول المروءة طلاقة الوجه.
والثّاني: التودد إلى النَّاس.
والثّالث: قضاء الحوائج.
ومن فاته حَسَبُ نفسه لم ينفعه حسب أبيه؛ يعني: الدِّين (¬3).
وعن المدائني قال: قال معاوية للحسين بن علي رضي الله تعالى عنهم: ما المروءة يا أبا محمّد؟
فقال: فقه الرَّجل في دينه، وإصلاح معيشته، وحسن مخالقته.
¬__________
(¬1) بياض في "أ" و"ت"، وفي مصدر التخريج: "نبيذ".
(¬2) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: 563).
(¬3) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: 141).

الصفحة 506