كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 9)

قال: ومن المروءة أيضًا: أن تصون ثوبي جمعتك، وتكثر تعاهد صبيتك، وتعرف المسجد بمحلتك (¬1).
وروى الحاكم في "مناقب الشّافعيّ" عن البويطي عنه رحمهما الله تعالى أنّه قال: ليس من المروءة أن يخبر الرَّجل بسنه (¬2).
وروى أبو نعيم عن الزّهريُّ رحمه الله تعالى قال: ما أحدث النَّاس مروءة أعجب إليَّ من الفصاحة (¬3).
وروى ابن باكويه الشيرازي، ومن طريقه ابن الجوزي عن أحمد ابن الصلت قال: سمعت بشر بن الحارث يقول رحمه الله تعالى: ليس من المروءة أن تحب ما يبغض حبيبك (¬4).
قلت: أشار إلى أن من كان الله حبيبه، فمروءته أن يحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله، ولا يبغض ما أحب الله، ولا يحب ما أبغضه الله.
وفيه معنى آخر: وهو أن من له صديق يعلم منه الصداقة والديانة والمحبة والصيانة، فليس من المروءة أن يصادق عدو صديقه.
¬__________
(¬1) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: 298)، وعنده: "ضيفك" بدل "صبيتك"، و "مجلسك" بدل "محلتك".
(¬2) انظر: "صفة الصفوة" لابن الجوزي (2/ 254).
(¬3) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/ 364).
(¬4) وروى أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/ 300) عن بشر بن السري بمعناه.

الصفحة 508