كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 9)

وروى الدينوري عن الأحنف بن قيس رحمه الله تعالى: أنّه سئل عن المروءة، فقال: العفة والحرفة (¬1).
قال المغيرة: المروءة العفة عما حرم الله، والحرفة فيما أحله (¬2).
وعليه يحمل كلام الأحنف.
ويروى عن الأحنف أيضًا أنّه قال: المروءة صدق اللسان، ومواساة الإخوان، وذكر الله في كلّ مكان (¬3).
وروى السلمي في "طبقاته" عن عمرو بن عثمان المكي رحمه الله تعالى قال: المروءة: التغافل عن زلل الإخوان (¬4).
وروى الخطيب عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مِنَ الْمُرُوءَةِ أَنْ يُنْصِتَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ إِذا حَدَّثَهُ، وَمِنْ حُسْنِ الْمُواساةِ أَنْ يَقِفَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ إِذا انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ" (¬5).
قلت: وكذلك إذا كان معه في سفر أو طريق، ووقعت دابته، أو عرض له أمر يقف معه ويساعده.
¬__________
(¬1) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: 549).
(¬2) انظر: "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص: 406).
(¬3) انظر: "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص: 425).
(¬4) رواه السلمي في "طبقات الصوفية" (ص: 164).
(¬5) رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (6/ 394)، وعنده: "المماشاة" بدل "المواساة".

الصفحة 509