كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 9)

فيه، ولا يستفاد منه عقل؛ فتركُه خير من كلامه (¬1).
وروى الدينوري عن الحسن بن علي الخلال رحمه الله تعالى قال: قال بعض الحكماء: مجالسة أهل الديانة تجلو عن القلوب صدأ الذنوب، ومجالسة ذوي المروءة تدل على مكارم الأخلاق، ومجالسة العلماء تفتح ذكاء القلوب، ومن عرف تقلُّب الزّمان لم يركن إليه (¬2).
وروى أبو نعيم عن بشر بن الحارث رحمه الله تعالى قال: قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى: لا تكمل مروءة الرَّجل حتّى يسلم منه عدوُّه.
قال بشر: كيف والآن لا يسلم منه صديقه (¬3).
وعن سفيان الثّوريّ رحمه الله تعالى قال: لقد أدركنا أقوامًا شُطَّارهم لمروآتهم أتقى (¬4) من قُرَّاء هذا الزّمان (¬5).
قال في "القاموس": الشاطر: الّذي أعيا أهله خُبثًا (¬6).
¬__________
(¬1) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (55/ 381).
(¬2) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: 337).
(¬3) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/ 341).
(¬4) في "الحلية ": "هم اليوم أبقى" بدل "شطارهم أتقى".
(¬5) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/ 339).
(¬6) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 533) (مادة: شطر).

الصفحة 511