كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 9)

ويصف هذا في الحديث بأنه شر الناس، فروى الخِلَعي في "فوائده" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "شَرُّ البَرِيَّةِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلةً يَومَ القِيامَةِ مَنْ أَذْهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنْيا غَيْرِهِ" (¬1).
وروى ابن ماجه عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "شَرُّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللهِ يَومَ القِيامَةِ عَبْدٌ أَذْهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنْيا غَيْرِهِ" (¬2).
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"، ولفظه: "إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ نَدامَةً يَومَ القِيامَةِ رَجُلٌ باعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيا غَيْرِهِ" (¬3).
وأما النذل: فهو - كما في "القاموس" -: الخسيس من الناس، والمحتقر في جميع أحواله، وجمعه: أنذال، ونذول، ونُذُلاً، ونُذَّال.
وقد نذل - ككرم - نذالة، ونذولة؛ ذاله معجمة (¬4).
روى أبو نعيم عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى قال: الدنيا نذلة، وهي إلى كل نذل أميل (¬5).
¬__________
(¬1) ورواه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (1/ 244)، وروى نحوه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/ 128)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/ 65).
(¬2) رواه ابن ماجه (3966).
(¬3) ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (7559).
(¬4) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 1372) (مادة: نذل).
(¬5) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/ 170).

الصفحة 548