كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 9)

فهو خطأ؛ لأن الكرم إنما هو بالتقوى والعمل الصالح، ولذلك أخطأ قوم نوح في قولهم: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111)} [الشعراء: 111].
{مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ (27)} [هود: 27].
وأرادوا بالأرذلين: الحواكين، كما رواه ابن المنذر عن قتادة، وابن أبي حاتم عن مجاهد (¬1).
نعم، يكون المتصف بذلك ونحوه دوناً ورذالاً إذا رضي به بدلاً عن العلم والدين، والكمالات والفضائل، وهذا منهي عن التشبه به وعن صحبته كما قيل: ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي (¬2) وفي "رسالة الحسن البصري" رحمه الله تعالى: كل عام ترذلون (¬3)؛ أي: تتخلقون بأخلاق الأرذل، وتفشوا الرذالة فيكم، فتغلب على أخلاقكم.
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (8/ 2788)، وانظر: " الدر المنثور" للسيوطي (6/ 311).
(¬2) عجز بيت لعدي بن زيد، كما في "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص: 206).
وصدره:
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم
(¬3) انظر: "المقاصد الحسنة" للسخاوي (ص: 516).

الصفحة 550