كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 9/ 1)

وإن أبا بكر الصديق قلّده القضاء، ومكث سنة لم يتحاكم إليه اثنان (¬1).
ثم حكى المؤلف ما نقله صاحب "نهاية الإيجاز" عن تخريج الأدلة السمعية؛ من أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث علي بن أبي طالب إلى اليمن، وهو شاب؛ ليقضي بينهم، مستدلاً على ذلك برواية أبي داود (¬2)، ونقل المؤلف بعد هذا ما جاء في "صحيح البخاري" من أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث علياً مكان خالد (¬3) إلى اليمن ليقبض الخمس، وقدم بسعايته إلى مكة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بها. ثم نقل عن برهان الدين الحلبي (¬4): أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث علياً -كرم الله وجهه- في سرية إلى اليمن، فأسلمت همدان كلها في يوم واحد، وهي السرية الأولى، والسرية الثانية بعث فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علياً - كرم الله وجهه - إلى بلاد مذحج من أرض اليمن، فغزاهم، وجمع الغنائم، ثم رجع فوافى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة قدمها لحجة الوداع.
ثم انتقل إلى الحديث عن معاذ بن جبل، فحكى ما نقله صاحب "نهاية
¬__________
(¬1) "منهاج السنة" لابن تيمية (ج 4 ص 138).
(¬2) سليمان بن الأشعث الأزدي (202 - 275 هـ = 817 - 889 م) إمام الحديث في عصره. أصله من سجستان، وتوفي بالبصرة. له كتاب "السنن"، وهو أحد الكتب الستة.
(¬3) خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي (. . . - 21 هـ =. . . - 642 م) صحابي جليل، وسيف الله. كان من أشراف قريش في الجاهلية، وتوفي في حمص.
(¬4) علي بن إبراهيم بن أحمد الحلبي، نور الدين بن برهان الدين (975 - 1044 هـ = 1567 - 1635 م) من المؤرخين الأدباء، أصله من حلب، وولد وتوفي بمصر.
من مؤلفاته "إنسان العيون في سيرة المأمون". ويعرف بالسيرة الحلبية.

الصفحة 136