كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 9/ 1)

فإن سها أحد منهم، رده إلى السنّة" (¬1). وقال شرّاح الحديث: "فائدة بعث الآخر بعد الأول؛ ليرده إلى الحق عند سهوه".
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (¬2): "والأخبار طافحة بأن أهل كل بلد كانوا يتحاكمون إلى الذي أمِّر عليهم".
وروى مالك بن أنس (¬3) في كتاب "الموطأ" (¬4): أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن حزم (¬5) في العقول: "أن في النفس مئة من الإبل، وفي الأنف إذا ادّعى جدعاً مئة من الإبل، وفي المأمومة (¬6) ثلث الدية، وفي الجائفة (¬7) مثلها، وفي العين خمسون، وفي كل إصبع مما هنالك عشر من الإبل، وفي السن خمس، وفي الموضحة (¬8) خمس".
فهذه النصوص من رجال كانوا ينقدون الأخبار نقدَ الصيارف للدينار،
¬__________
(¬1) فسر بعض أهل العلم السنّة: بالطريق الحق، والمنهج الصواب، وفسرها آخرون: بالشريعة المحمدية. انظر: "شرح العيني" (ج 11 ص 446).
(¬2) (ج 13 ص 183).
(¬3) مالك بن أنس بن مالك الأصبحي (93 - 179 هـ = 712 - 795 م) أحد الأئمة الأربعة، وإليه تنسب المالكية، ولد وتوفي بالمدينة المنورة.
(¬4) كتاب: العقول من "الموطأ" (ص 235) طبع الهند سنة 1324 هـ.
(¬5) بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - عاملاً على بني الحارث بن كعب.
(¬6) المأمومة: الشجة التي بلغت أم الرأس.
(¬7) الجائفة: العيب العظيم.
(¬8) الموضحة: الشجة تبدي وضح العظام، وهي التي تقشر الجلدة التي بين اللحم والعظم. وتجمع على مواضح.

الصفحة 239