كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 9/ 1)

الخليفة، ويسوق إليه الخلافة، لا نجد في أقوال العلماء ما يحوم عليها، وما هي إلا كلمة سقطت من قلم المؤلف قبل أن تأخذ حظها من البحث وإمعان التفكير.

* مناقشة المؤلف فيما استشهد به من أقوال الشعراء:
قال المؤلف في (ص 7): "على نحو ما ترى في قوله:
جاء الخلافة أو كانت له قَدَراً ... كما أتى ربّه موسى على قَدَرِ
وقول الآخر:
ولقد أراد الله إذْ ولاكها ... من أمة إصلاحَها ورشادَها
وقال الفرزدق:
هشامُ خيارُ الله للناس والذي ... به ينجلي عن كلِّ أرضٍ ظلامُها
وأنت لهذا الناس بعد نبيهم ... سماءٌ يرجّى للمحول غَمامُها"
البيت الأول من قصيدة لجرير (¬1) يهنئ بها عمر بن عبد العزيز (¬2) بالخلافة، ولو كان المؤلف يقدر الخلفاء المستقيمين حق قدرهم، لأتينا في الاستشهاد على صحة معنى هذا البيت؛ بأن جريراً أنشده بين يدي عمر بن عبد العزيز بعد أن قال له: اتق الله يا جرير، ولا تقل إلا حقاً، وأقره عليه.
¬__________
(¬1) جرير بن عطية بن حذيفة، من تميم (28 - 110 هـ = 650 - 728 م) أكبر شعراء عصره، ولد ومات في اليمامة.
(¬2) عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي الدمشقي القرشي (61 - 101 هـ = 681 - 720 م) من الخلفاء الصالحين، ولد بالمدينة المنورة، وتوفي بدير سمعان من أرض المعرة.

الصفحة 27