كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 9/ 1)

في الأدلة القاطعة.

* الإمام أحمد والإجماع:
قال المؤلف في (ص 22): "ولا نقول مع القائل: من ادّعى الإجماع، فهو كاذب". وكتب في أسفل الصحيفة عازياً هذه المقالة إلى الإمام أحمد (¬1) بما نصه: "روي ذلك عن الإمام أحمد بن حنبل. راجع: تاريخ التشريع الإسلامي لمؤلفه محمد الخضري".
انتزع المؤلف هذه الكلمة المروية عن الإمام أحمد من "تاريخ التشريع الإسلامي" للشيخ محمد الخضري، (¬2) وأطلقها في طليعة الباب؛ لتثير في نفوس القارئين شكاً، وتجعلهم على ريبة من حجية الإجماع. أطلق هذه الكلمة كأنه يجهل موردها، ويجهل أن الإمام أحمد لا يعني بها: الإجماع المعروف في الأصول، وإنما يعني بها: الرد على بعض الفقهاء الذين ينظرون إلى الواقعة، حتى إذا لم يطلعوا على خلاف في حكمها، سمّوه: إجماعاً.
قال ابن القيّم (¬3) في كتاب "إعلام الموقعين" (¬4): "ولا يقدّم -يعني:
¬__________
(¬1) أحمد بن محمد بن حنبل (164 - 241= 780 - 855 م) إمام المذهب الحنبلي، من مصنفاته: "المسند" يحتوي ثلاثين ألف حديث. ولد ببغداد، وتوفي بها.
(¬2) محمد بن عفيف الباجوري، المعروف بالشيخ الخضري (1289 - 1345 هـ = 1872 - 1927 م) من علماء تاريخ الإسلام، من مؤلفاته: "تاريخ التشريع الإسلامي". من أهالي الزيتون في ضواحي القاهرة، وتوفي بالقاهرة.
(¬3) محمد بن أبي بكر بن أيوب بن الزّرعي الدمشقي (691 - 751 هـ = 1292 - 1350 م) من كبار العلماء، من مؤلفاته: "إعلام الموقعين" ولد وتوفي بدمشق.
(¬4) (ج 1 ص 32).

الصفحة 59