كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 9/ 1)
كلهم قدموا عثمان، فبايعه لا عن رغبة أعطاهم إياها، ولا عن رهبة أخافهم بها".
وقال ابن تيمية: "لم يصر عثمان باختيار بعضهم، بل لمبايعة الناس له، وجميع المسلمين بايعوا عثمان بن عفان، لم يتخلف عن بيعته أحد" (¬1).
وقال الإمام أحمد: "ما كان من القوم من بيعة عثمان كانت بإجماعهم" (¬2).
وأما علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، فمبايعته لم تكن تحت رهبة قط، ولا قامت تحت ظلال السيوف كما يزعم المؤلف، بل "إن المهاجرين والأنصار اجتمعوا بعد مقتل عثمان - رضي الله عنه -، وأتوا علياً، وقالوا: يا أبا حسن! هلمَّ نبايعك، فقال: لا حاجة لي في أمركم، أنا معكم، فمن اخترتم، فقد رضيت به، فاختاروا، فقالوا: والله! ما نختار غيرك. ثم اختلفوا إليه مراراً، ثم أتوه في آخر ذلك فقالوا له: إنه لا يصلح الناس إلا بإمرة، وقد طال الأمر (¬3) ".
وفي رواية أخرى: "أنه قال لهم: لا تفعلوا؛ فإني كون وزيراً خير من أن أكون أميراً. فقالوا: لا والله! ما نحن بفاعلين حتى نبايعك، قال: ففي المسجد فإن بيعتي لا تكون خفياً، ولا تكون إلا عن رضا المسلمين، وقال عبد الله بن عباس (¬4): فلقد كرهت أن يأتي المسجد مخافةَ أن يشغب
¬__________
(¬1) "منهاج السنة" لابن تيمية (ج 1 ص 143).
(¬2) "منهاج السنة" (ج 1 ص 143).
(¬3) "تاريخ ابن جرير الطبري" (ج هـ ص 152).
(¬4) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب (3 ق. هـ - 68 هـ = 619 - 687 م) الصحابي الجليل، وله في "الصحيحين" وغيرهما 1660 حديثاً، ولد بمكة المكرمة، وتوفي بالطائف.