كتاب آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (اسم الجزء: 9)
ويقفون عن الجزم لأدنى احتمال.
روي أن شعبة سأل أيوب السختياني عن حديث فقال: أشكُّ فيه. فقال شعبة: شكُّك أحبُّ إليَّ من يقين غيرك (¬١).
وقال النضر بن شُميل عن شعبة: لأن أسمع من ابن عون حديثًا يقول فيه: "أظن أني سمعته" أحبُّ إليَّ من أن أسمع من ثقة غيره يقول: قد سمعت (¬٢). وعن شعبة قال: "شكُّ ابنِ عون وسليمانَ التيمي يقين" (¬٣).
وذكر يعقوبُ بن سفيان حمادَ بن زيد، فقال: معروف بأنه يقصر في الأسانيد، ويوقف المرفوع، كثير الشك بتوقّيه، وكان جليلًا. لم يكن له كتاب يرجع إليه، فكان أحيانًا يذكر فيرفع الحديث، وأحيانًا يهاب الحديث ولا يرفعه (¬٤).
وبالغ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب فكان إذا سئل عن شيء لا يجيب حتى يرجع إلى الكتاب. قال أبو طاهر السِّلَفي: سألت أبا الغنائم النَّرْسي عن الخطيب فقال: "جبل، لا يُسأل عن مثله، ما رأينا مثله. وما سألته عن شيء فأجاب في الحال إلا يرجع إلى كتابه" (¬٥).
وإذا سبق إلى نفس الإنسان أمر ــ وإن كان ضعيفًا عنده ــ ثم اطلع على
---------------
(¬١) انظر "تهذيب التهذيب": (١/ ٣٤٩).
(¬٢) "الجح والتعديل": (٥/ ١٣١).
(¬٣) "تهذيب التهذيب": (٤/ ١٧٦).
(¬٤) "تهذيب التهذيب": (٣/ ١١).
(¬٥) "كتاب الأربعين" (ص ٥٣٧) لعلي بن المفضل، و"السير": (١٨/ ٥٧٥).