كتاب الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي - الرشد (اسم الجزء: 9)

قال: فقلت لعطاء: يا أبا مُحمد، حَدَّثني بأصل هذا الحديث وأصل النافق، فقال: حَدَّثني جابر بن عَبد الله؛ أَن رسُول الله صَلى الله عَليه وسلم إنما قال هذا الحديث في المنافقين خاصة، الذين حدثوا النبي صَلى الله عَليه وسَلم فكذبوه، وائتمنهم على سره فخانوه، ووعدوه أن يخرجوا معه في الغزو فأخلفوه.
قال: وأتى جبريل النبي عليه السلام فأخبره أن أبا سفيان قد توجه، وهو في مكان كذا وكذا، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: إن أبا سفيان قد توجه وهو في مكان كذا وكذا، فاخرجوا إليه واكتموا، فكتب رجل من المنافقين إلى أبي سفيان، إن محمدا يريدكم فخذوا حذركم، فأنزل الله تبارك وتعالى: {لاَ تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} قال: وأنزل في المنافقين: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْم يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}.
فإذا أتيت الحسن فأخبره بالذي قلت لك، وبأصل هذا الحديث.
قال: فرجعت، فأخبرت الحسن بما قلت لعطاء وما قال لي، قال: فأخذ الحسن بيدي فاشتالها، ثم قال: يا أهل العراق، أعجزتم أن تكونوا مثل هذا، سمع مني حديثًا فلم يقبله حتى استنبط أصله، صدق عطاء، هذا الحديث في هذا، أي في المنافقين خاصة.
قال الشيخ: ومُحمد المحرم هذا هو قليل الحديث، ومقدار ماله لا يُتَابَعُ عَليه.

الصفحة 113