كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 9)

ـ فوائد:
- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ الحسن بن أَبي الحسن البصري لم يسمع من سَمُرة بن جُندب. انظر فوائد الحديث رقم (٤٥٩٠).
- قال البخاري (٥٤٧٢ م) قال: حدثني عبد الله بن أَبي الأَسود. و «التِّرمِذي» (١٨٢) قال: حدثنا أَبو موسى محمد بن المثنى. وفي (١٨٢ م) وأَخبرني محمد بن إِسماعيل، عن علي بن عبد الله بن المديني. و «النَّسَائي» (٤٢٥٩)، وفي «الكبرى» (٤٧٤٣) قال: أَخبرنا هارون بن عبد الله.
أَربعتهم (ابن أَبي الأَسود، وابن المثنى، وعلي، وهارون) عن قريش بن أَنس، عن حبيب بن الشهيد، قال: أَمرني ابن سِيرين أَن أَسال الحسن: مِمن سمع حديث العقيقة، فسأَلتُه، فقال: من سَمُرة بن جُندب (¬١).
- قال التِّرمِذي: قال محمد، يعني ابن إِسماعيل البخاري: قال علي، يعني ابن المديني: وسماع الحسن من سَمُرة صحيحٌ، واحتج بهذا الحديث.
- قال أَبو عبد الرَّحمن النَّسَائي: الحسن عن سَمُرة، قيل إِنه من الصحيفة غير مسموعة، إِلا حديث العقيقة، فإِنه قيل للحَسن: ممن سَمِعتَ حديث العقيقة؟ قال: من سَمُرة.
وليس كل أَهل العلم يُصَحِّح هذه الرواية، قوله: «قلتُ للحَسن: ممن سَمِعتَ حديث العقيقة». «السنن الكبرى» (٧١١٣).
- قلنا: وقصة سماع سَمُرة هذه انفرد بها قريش بن أَنس، وهو وإن كان لا بأس به، إلا أنه تَغَيَّر عقله قبل موته بسنوات، قال أَبو حاتم الرازي: يُقال: إِنه تَغَيَّر عقله، وكان سنة ثنتين ومئتين صحيح العقل، ومات سنة ثمان ومئتين. «الجرح والتعديل» ٧/ ١٤٢.
---------------
(¬١) تحفة الأشراف (٤٥٧٩).
ـ وقال ابن حِبان: قريش بن أَنس الأنصاري، كان شيخًا صدوقا، إلا أَنه اختلط في آخر عمره حتى كان لا يدري ما يُحدث به، وبقي ست سنين في اختلاطه، فظهر في روايته أَشياء مناكير لا تُشبه حديثه القديم، فلما ظهر ذلك من غير أَن يتميز مستقيم حديثه من غيره، لم يَجُز الاحتجاج به فيما انفرد، فأما فيما وافق الثقات فهو المُعتبر بأخباره تلك. «المجروحين» ٢/ ٢٢٣.
- وقال ابن حَجر، توقف البَرذَعي في صحة هذا الحديث من أَجل اختلاط قريش، وزعم أَنه تَفرَّد به، وأَنه وهم، وكأَنه تَبِع في ذلك ما حكاه الأَثرَم، عن أَحمد، أَنه ضَعَّف حديث قريش هذا، وقال: ما أُراه بشيءٍ.
ثم قال: فسماع علي ابن المديني وأَقرانه من قريش، كان قبل اختلاطه، فلعل أَحمد إِنما ضَعَّفه لأَنه إِنما حَدث به بعد الاختلاط. «فتح الباري» ٩/ ٥٩٣.
- وقال مَغلطاي: وفي كتاب الأثرم؛ قلتُ لأَبي عبد الله، يعني أَحمد بن حنبل: ما تقول في سماع الحسن من سَمُرة؟ فقال: قد أَدخل بينه وبينه الصباح بن عمران، وما أُراه سمع منه، وكأَنه ضَعَّف حديث قريش. «إكمال تهذيب الكمال» ٤/ ٨٢.
- وقال عبد الغني بن سعيد المصري: لا يصح الحسن عن سَمُرة بن جُندب إلا حديثٌ واحدٌ، وهو حديث العقيقة، تفرد به قريش بن أَنس عن حبيب بن الشَّهيد، وقد دفع قوم آخرون قولَ قريش، وقالوا: ما يصح له سَماع.
وقال البَرديجي: قتادة، عن الحسن، عن سَمُرة، فليست بصحاح، لأَنه من كتاب، ولا يُحفظ عن الحسن، عن سَمُرة، حديث يقول فيه: سمعتُ سَمُرة، إلا حديثًا واحدًا، وهو حديث العقيقة، ولا يَثبُت، رواه قريش بن أَنس، ولم يروه غيره، وهو وهمٌ. «تنقيح التحقيق» ٣/ ٥٧٦.
- وقال عبد الله بن أَحمد بن حَنبل: سمعتُ أَبي يقول: إِسماعيل بن مسلم المَكي، ما روى عن الحسن في القراءات، فأَما إِذا جاء إِلى المسندة، التي مثل حديث عَمرو بن دينار، يسند عنه أَحاديث مناكير، ليس أُراه بشيءٍ، وكأَنه ضَعَّفَه، ويسند عن الحسن، عن سَمُرة أَحاديث مناكير. «العلل ومعرفة الرجال» (٢٥٥٦).

الصفحة 509