كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 9)

النصارى لضربِ المسلمين ومحاصرتِهم وتهجيرِهم، وكأنهم أرادوا تعجيلَ حَسْمِ المعركةِ قبل أن يشتدَّ عودُ الألبانِ المسلمين .. ومما يُدمي القلبَ أن هذه المعركةَ مع عدمِ تكافئها تُدعَمُ من قِبَل الدولِ النصرانية الكبرى المجاورة والبعيدة، بل ومن قِبَل الاتحاد الأوروبي .. ولا غرابةَ في ذلك، فالكلُّ عدوُّهم الإسلامُ، والكلُّ لا يطيقونَ وجودًا فاعلًا للمسلمين.
ويبقى المسلمون المُستضعَفون في مقدونيا يقاومونَ في سبيلِ البقاء مع حفظِ هويتهم المسلمة - يُقاومون وحدَهم في غَفْلةٍ من المسلمين عنهم أو تراخٍ عن مدِّ يدِ العونِ لهم- إلا قليلًا من هيئاتٍ ومنظَّماتٍ إسلامية وعلى رأسها الوقفُ الإسلامي والندوةُ العالميةُ للشباب الإسلامي ورابطةُ العالم الإسلامي.
عبادَ الله: وحين نَعرِضُ لوَضْع المسلمين في مقدونيا باختصارٍ يَرِدُ السؤالُ: وما هو الدَّورُ المطلوبُ من المسلمين تجاهَ إخوانِهم في مقدونيا؟ إن الشعورَ الحيَّ بقضيةِ المسلمين هناك والتفاعلَ معها جزءٌ من الواجب، فالمسلمون كالجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تَداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهر والحُمَّى، ونقل قضيتِهم العادلةِ للعالم عبرَ وسائلِ الإعلام كلِّها وما يريدُه النصارى لهم .. وكذلك مدُّ يدِ العونِ لهم والمساهمةُ في دعمِ المشاريعِ الإسلاميةِ القائمةِ هناك من إنشاءِ المساجد ودعمِ الدُّعاة ونحوِها، كذلك يُسهِمُ في تثبيتِ المسلمين ويمنعُ تذويبَهم، والدعاءُ لهم بالثبات على الحق والنصرِ والتمكينِ في الأرض، فذلك جزءٌ من حقوقِهم ولا يُعذَرُ منه أحدٌ من المسلمين.
ومما يجدرُ بالمسلمين كذلك أن يَعُوا مخطَّطاتِ الأعداء عمومًا، وما يرادُ للمسلمين في بلادِ البلقان خصوصًا ومنها مقدونيا .. وألا ننخدعَ بالبياناتِ المزيَّفة والتهمِ الفارغةِ فذلك جزءٌ من الحربِ الإعلامية.

الصفحة 20