كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 9)

الإجازة بينَ فئتينِ
ملاحظاتٌ ومقترحاتٌ (¬1)
الخطبةُ الأولى:
إنَّ الحمدُ للهِ نحمَدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا ومنْ سيئاتِ أعمالِنا، منْ يهدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَهُ، ومنْ يضْلِلْ فلا هاديَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهمَّ صلِّ وسلِّم عليه وعلى سائرِ الأنبياءِ والمرسَلينَ، وارْضَ اللهمَّ عنِ الصحابةِ أجمعينَ والتابعينَ وتابعيهمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ وسلِّمْ تسليمًا كثيرًا.
أيُّها المسلمونَ: في كلِّ حينٍ تُمتَحنُ الهمَمُ، فهذا عالٍ في همّتِهِ، طَموحٌ في أهدافهِ الخيّرةِ، وآخرُ دونيُّ الهمّةِ، متكاسلٌ في عملِ الخيرِ لنفسِهِ، ومن بابِ أوْلَى فهو أضعفُ منْ أن يُقدِّمَ الخيرَ لمجتمعِه وأمتِه ولكنَّ أوقاتَ الفراغِ تكشفُ أكثرَ تفاوتَ الهممِ، والقدرةَ على استثمارِ الأوقاتِ بما ينفعُ.
يُقال ذلكَ ونحن مُقبلونَ على الإجازةِ الصيفيةِ، ففيها يفرُغُ الطلابُ والطالباتُ من تكاليفِ الدراسةِ، ويتمتعُ عددٌ كبيرٌ منَ الموظفينَ بالإجازةَ لمدةٍ تطولُ أو تقصُرُ.
وهنا تُمتحَنُ الهممُ أكثرَ، ويحتاجُ المسلمُ إلى إعادةِ النظرِ في قيمةِ وقتِه واستثمارِ فراغِه -سواءٌ حلَّ أمِ ارتحلَ.
إنَّ منَ الناسِ مَنْ لا يُقدِّرُ قيمةَ الزمنِ، ولا يسألُ نفسَه عما حقَّقَ وأنجزَ، يَكفيهِ
¬_________
(¬1) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق 19/ 3/ 1423 هـ.

الصفحة 250