كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 9)

الثقافةَ النزيهةَ، وتُسيءُ إلى الإسلامِ وتستعمرُ المسلمينَ. إنها تحملُ الإرهابَ الفكريَّ، وتنقلُ الإيدزَ الأخلاقيَّ، وتحلُّ محلَّ الاستعمارِ العسكريِّ وتدعو للعقائدِ المنحرفةِ، وتُشوِّهُ العقيدةَ الصحيحةَ، وتُبرزُ الرذيلةَ وتدعو لممارسةِ الفاحشةِ، تُموَّلُ منْ تُجارِ اليهودِ والنصارَى وتُخْتارُ بَرامجُها بعنايةٍ، ويُخطَّطُ لأهدافِها بدقةٍ. فهلْ نَعِي الحقيقةَ ونُدركُ الخطرَ، أم نظلُّ سُكارَى حتى نُرْتَهنَ؟ !
وثانيها: السَّفرياتُ الخارجيةُ المسرفةُ، تلك التي يندسُّ أصحابُها في أماكنَ مشبوهةٍ، ويقصِدونَ الرحلةَ إلى بيئاتٍ غير نزيهةٍ -وأولئكَ كذلكَ تُسرَقُ أخلاقُهم وقيمُهم قبلَ أنْ تُسرَقَ جيوبُهم، وتُمتَهنُ كرامتُهم، ويحَ هؤلاءِ لو سألوا أنفسَهُمْ عن المالِ كيف أنفَقوه؟ وعنِ الوقتِ كيف أضاعُوه؟ وعن الفضيلةِ كيفَ أزهقوها؟ وعنْ شخصياتِهمْ كيفَ أهانوها؟ وعنْ إسلامِهم كيفَ دنَّسوه؟ وعنْ بلادِهم كيفَ شوَّهوها؟
هلْ يُدركُ هؤلاءِ أنهُمْ ربَّما أنفقوا درهَمًا ذَبحوا فيهِ أنفسَهم وكانوا سببًا في ذبحِ إخوانِهِمُ المسلمينَ؟ بلى، إنَّ تعزيزَ اقتصادياتِ أعدائنا يرجعُ سِلاحًا تُطحنُ به صدورُ إخواننا؟
وهكذا تكونُ الجريمةُ مضاعفةً، والبليةُ شاملةً! نسألُ اللهَ العفوَ والعافيةَ لنا ولإخواننا المسلمين.
ثالثًا: الاهتمامُ بالرياضةِ إلى حدِّ الهوَسِ، والمتابعةُ للمبارياتِ بشكلٍ ملفتٍ، وهذه ربَّما ظنَّ البعضُ أنَّها أهونُ المسالكِ وأخفُّ الأضرارِ وليسَ الأمرُ كذلك، وقد طالعْتُ بالأمسِ -في إحدى الصُحفِ المحليةِ- مقالًا جميلًا بعنوان (الكُرةُ أفيونُ الشعوبِ) وابتدأَ صاحبُ المقال مقالّهُ قائلًا: غدًا سيبدأُ كأسُ العالمِ، ويبدأ معه موسمُ الجُنونِ والغفلةِ، (الجنونُ) لأنَّها الحالةُ الوحيدةُ التي تَسْتولي على كافةِ العقولِ، و (الغفلةِ) لأنها الفترةُ الوحيدةُ التي تَنسَى فيها الشعوبُ

الصفحة 253