كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 9)

شهريٍّ .. ولكنَّ هذا اللقاءَ ينتهي عندَ حدودِ الأحاديثِ الودّيةِ، وتناقلِ الأخبارِ المحليةِ والعالميةِ، وتناولِ وجبةِ الطعامِ ليسَ إلّا.
أفَلا يستطيعُ هؤلاءِ أنْ يفكِّروا بمشروعٍ للدعوةِ في سبيلِ اللهِ؟ وهنا تتحوّلُ هذه اللقاءاتُ إلى الإيجابِ بدلَ السلبِ، وإلى حفظِ الأوقاتِ بدلَ إضاعتِها؟ ولو كانَ ذلكَ مرةً في الفصلِ، فلا تحقرنَّ منَ المعروفِ شيئًا؟
2 - ومنْ أخطائنا: ضَعفُ التخطيطِ فنحنُ نهتمُّ بالفكرةِ ويضعُفُ تفكيرُنا بحسنِ التخطيطِ لها، وإدارةِ الوقتِ لها؛ والتخطيطُ والإدارةُ فنٌ، بلْ عِلمٌ مهمٌّ، لا يسوغُ أنْ يضعفَ الأخيارُ فيه ويتفوّقَ غيرُهم، والتخطيطُ السليمُ لا يُفيدُ فقطْ في حسنِ الإنتاجِ ومضاعفةِ الثمارِ، بلْ يُسهمُ في دفعِ العاملينَ للعملِ، وفي سهولةِ التنفيذِ، وفي تلافي كثيرٍ من السلبياتِ والمعوّقاتِ، فهلْ يا تُرى نُعنَى بالتخطيطِ؟ وهل نقرأُ في الإدارةِ؟ وهل نُفكر في دورات من هذا القبيل؟
3 - ونضعفُ كذلكَ في إشراكِ الآخرينَ في التمويلِ والتنفيذِ. إنَّ بعضَ المخلِصينَ يظنُّ أنَّ مشروعَ الخيرِ الذي يُفكرُ فيه ينبغي أنْ يبدأَ وينتهي منْ عندِه، ولذلكَ فلربَّما وأَد المشروعَ في مهدِهِ نظرًا لعدمِ قدرتِه على تنفيذِ جميعِ مراحلِه .. ولكنَّ إشراكَ الآخرينَ يدفعُ المشروعَ إلى الأمامِ، فهناكَ في المجتمعِ موسِرونَ أو أصحابُ وجاهةٍ لديهِمُ الرغبةُ في دعمِ الخيرِ بأموالِهم وآرائهم إنْ لم يستطيعوا بأنفسِهم .. لكنَّهم يحتاجونَ إلى منْ يطمئنُهم ويدلُّهم على مشروعٍ ناجحٍ تنقصُهُ النفقةُ فقطْ، أو يحتاجُ للرأيِ الناجحِ ومنْ حقِّهم أن يطمئنوا، ومن واجباتِ الأخيارِ أن يشركوهُم في الدعوةِ إلى دينِ اللهِ منْ خلالِ أموالِهم أو آرائهمْ أو كليهِما .. هذا شيءٌ ..
وشيءٌ آخرُ لا بدّ منْ التفطُّنِ له وهوَ إشراكُ أكبرِ شريحةٍ ممكنةٍ في التنفيذِ .. ولوْ كانَ هؤلاءِ المشتركونَ في التنفيذِ أقلَّ من غيرِهم -فيما يبدو

الصفحة 256