كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 9)

وكانوا يلقون منهم قتلا وأذى شديدا. وعن النبي صلى الله عليه وسلم في صفتهم: (لا يموت أحد منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه، كلهم قد حمل السلاح). وقيل: هم على صنفين: طوال مفرطو والطول، وقصار مفرطو القصر. وقرئ: (خرجا) و (خراجا)،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (قرئ: (خْرِجَا) و"خراجا")، حمزة والكسائي: "خراجاً"، والباقون: (خْرِجَا).
الراغب: قيل لما يخرج من الأرض ومن وكر الحيوان ونحو ذلك: خرجٌ وخراجٌ، قال تعالى: (أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ) [المؤمنون: 72]. فإضافته إلى الله تعالى تنبيه أنه هو الذي الزمه وأوجبه، والخرج أعم من الخراج، وجُعل الخرج بإزاء الدخل، قال تعالى: (فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً) [الكهف: 94]، والخراجُ مختصٌّ - في الغالب - بالضريبة على الأرض. وقيل: العبد يؤدي خرجه، أي: غلته، والرعية تؤدي إلى الأمير الخراج، وقيل: "الخراج بالضمان"، أي: ما يخرج من مال البائع فهو بإزاء ما سقط عنه من ضمان المبيع، والخارجي: الذي يخرج بذاته من أحوال اقرانه، ويقال على سبيل المدح إذا خرج إلى منزلة من هو أعلى منه، وتارة يقالُ على سبيل الذم إذا خرج على منزلة من هو أدنى منه، وعلى هذا يقال: فلانٌ ليس بإنسان، مدحاً وذماً، والخرج: لونان من سواد وبياض، يقال: ظليم أخرجُ، ونعامةٌ رجاء، وأرضٌ مخرجةٌ: ذات لونين، لكون النبات فيها في مكان دون مكان.
وقال القاضي: كلاهما واحد، كالنول والنوال، وقيل: الخراج: على الأرض والذمة، والخرج: المصدر.

الصفحة 547