كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 9)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ...
وقال أبو البقاء: الجزمُ على الجواب، أي: ن يهب يرث، والرفعُ على الصفة لـ"ولي"، وهو أقوى من الأول؛ لأنه سأل ولياً هذه صفته، والجزمُ لا يحصلُ بهذا المعنى.
وقال صاحب "المفتاح": وأما قراءةُ الرفع، فالأولى حملُها على الاستئناف دون الوصف، لئلا يلزم منه أنه لم يوهب من وصف لهلاك يحيى قبل زكريا عليهما السلام.
وقلتُ: وكان من قصتهما على ما رواه ابن الأثير في تاريخه "الكامل": أن الله بعث عيسى عليه السلام رسولاً فنسخ به بعض أحكام التوراة، وكان مما نُسخ آية حرمة نكاح بنت الأخ، وكان لملكهم بنت أخ تعجبه يريد أن يتزوجها، فنهاه يحيى عنها، كان لها كل يوم حاجة يقضيها لها، فلما بلغ ذلك أمها قالت لها: إذا سالك الملكُ: ما حاجتك؟ قولي: ان تذبح يحيى بن زكريا، فلما سألها قالت: أريد ذبح يحيى، وأبت إلا ذلك، فدعا بطستٍ وذبح يحيى، فقطرت من دمه قطرةٌ على الأرض، فلم تزل تغلي تى بعث الله بخت نصر، وألقى الله في قلبه أن يقتل على الدم من بني إسرائيل حتى يسكن، فقتل سبعين ألفاً حتى سكن. وروى السُّدي نحو هذا وأبسط.
ولما قتل الملكُ يحيى وسمع أبوه قتله فر هارباً، فدخل بُستاناً فأرسل الملكُ في طلبه فمر زكريا بشجرة فنادته: هلُمَّ إلي يا نبي الله، فدخل وانطبقت عليه، فدلهم إبليس، فشقوا الشجرة بالمنشار، فمات زكريا فيها، فسلط الله عليهم أخبث أهل الأرض فانتقم منهم.

الصفحة 569