كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 9)
بثوبك كان خيرًا لك) (¬1).
• وجه الدلالة: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رد ماعزًا حين أقر بالزنا، وأمره أن يرجع إلى اللَّه فيستغفره ويتوب إليه، وهو يدل على أن ذلك خير له من أن يرفع نفسه للحاكم ليُقام عليه الحد (¬2).
الدليل الخامس: عموم الأحاديث الدالة على الستر ومنها:
أ- عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (لا يستر اللَّه على عبد في الدنيا إلا ستره اللَّه يوم القيامة) (¬3).
ب- عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا إلا ستره اللَّه يوم القيامة) (¬4).
ج- عن ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (من ستر مسلمًا ستره اللَّه يوم القيامة) متفق عليه (¬5).
• وجه الدلالة: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أرشد أمته إلى الستر في المعاصي، وأنها سبيل للستر في الآخرة، وهذا عام يدخل في الحدود، قال ابن عبد البر: "وإذا كان ستر المسلم على المسلم مندوبًا إليه مرغوبًا فيه فستر المرء على نفسه أولى به، وعليه التوبة مما وقع فيه" (¬6).
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد (36/ 218)، وأبو داود رقم (4377)، والنسائي في السنن الكبرى رقم (7275)، وقال الحاكم في المستدرك (4/ 403): "هذا حديث صحيح الإسناد لم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في تعليقه فقال: "صحيح"، وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (4/ 535): "هذا الإسناد صالح"، وقال الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (2/ 291): "صحيح لغيره".
(¬2) انظر: الاستذكار (7/ 467)، المنتقى شرح الموطأ (5/ 188).
(¬3) أخرجه مسلم في صحيحه رقم (2590).
(¬4) أخرجه مسلم في صحيحه رقم (2590).
(¬5) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (2301)، ومسلم رقم (2580).
(¬6) انظر: الاستذكار (7/ 467)، وانظر: العناية شرح الهداية (7/ 376)، المغني (9/ 71)، دقائق أولي النهى (3/ 340)، مجموع الفتاوى (34/ 108)، شرح ابن بطال (8/ 444).