كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 9)
وفرَّق آخرون بين الأبكم والأخرس، واختلفوا في وجه الفرق على أقوال:
فقيل: الأخرس الذي خُلق ولا نطق له، كالبهيمة العجماء، والأبكم: الذي للسانه نطق وهو لا يعقل الجواب ولا يحسن وجه الكلام، قاله الأزهري (¬1) (¬2).
وقيل: الأبكم من ولد ولا نطق له، والأخرس من أصابته عاهة البكم بعد أن كان ينطق، فكل أبكم أخرس لا العكس (¬3).
قال أبو بكر الأنباري (¬4): "يقال: قد بَكِمَ الرجل يَبْكَمُ بَكَمًا، ويقال: رجال بُكْمٌ، وامرأة بكماء، ونساء بَكْماوات، وبُكْمٌ" (¬5).
السادسة: عاهة العرج: هي آفة في الرِّجل تجعل الماشي يميل إلى أحد جانبيه في مشيته (¬6).
¬__________
(¬1) هو أبو منصور، محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي، نسبته إلى جده الأزهر، الفقيه، اللغوي، النحوي، الشافعي، من مصنفاته: "تهذيب اللغة"، و"التقريب في التفسير"، و"علل القراءات"، وغيرها، بقي الأزهري في أسر القرامطة مدة طويلة، وكان في الأسر مع أناس من البادية لا يكادون يلحنون، فأخذ عنهم الشيء الكثير، ولد سنة (282 هـ)، وتوفي سنة (370 هـ)، وقيل: (371 هـ). انظر: سير أعلام النبلاء 16/ 316، طبقات الشافعية 1/ 144، وفيات الأعيان 4/ 334.
(¬2) انظر: تهذيب اللغة، مادة: (بكم)، (10/ 163).
(¬3) ذكره المناوي في التوقيف على مهمات التعاريف (30).
(¬4) هو أبو بكر، محمد بن أبي محمد القاسم بن محمد الأنباري، كان عالمًا بالنحو، والآداب، وعلوم القرآن، وغريب الحديث، قال محمد التميمي: "ما رأينا أحفظ من ابن الأنباري، ولا أغزر بحرًا، وحدّثت عنه أنه كان يحفظ مائة وعشرين تفسيرًا بأسانيدها"، من مصنفاته: "غريب الحديث"، و"الأضداد"، و"الأمثال"، وغيرها، ولد سنة (241 هـ)، وتوفي سنة (328 هـ). انظر: الأنساب 1/ 212، العبر في خبر من غير 2/ 220، طبقات الحنابلة 2/ 68.
(¬5) الزاهر في معاني كلمات الناس (1/ 244).
(¬6) انظر: مقاييس اللغة (4/ 245)، معجم لغة الفقهاء (308)، الموسوعة الفقهية الكويتية (5/ 245).