كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 9)
الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّه، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على اللَّه) (¬1).
الدليل التاسع: عن عبد اللَّه بن عمرو -رضي اللَّه عنه- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه ذكر الصلاة يومًا فقال: (من حافظ عليها كانت له نورًا، وبرهانًا، ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور، ولا برهان، ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون، وفرعون، وهامان، وأبي بن خلف) (¬2).
الدليل العاشر: ما أُثر عن جمع من الصحابة -رضي اللَّه عنهم- في تهديد من تركها، فعن عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- أنه قال: "لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة"، وعن علي رضي اللَّه عنه قال: "من لم يصل فهو كافر"، وعن عبد اللَّه بن مسعود قال: "من لم يصل فلا دين له" (¬3).
• وجه الدلالة من النصوص السابقة: دلت النصوص السابقة على أن الصلاة فرض واجب، فمن تركها فقد ارتكب معصية لا حد فيها ولا كفارة، فوجب
¬__________
(¬1) صحيح البخاري رقم (25).
(¬2) أخرجه أحمد (11/ 141 - 142)، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 21): "رجال أحمد ثقات"، وقال ابن عبد الهادي الحنبلي في "تنقيح التحقيق" (2/ 614): "إسناد هذا الحديث جيد"، وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (1/ 217): "رواه أحمد بإسناد جيد"، وجوَّد إسناده أيضًا الذهبي في "تنقيح التحقيق" (1/ 300)، وقال الألباني في "الثمر المستطاب" (53): "سنده حسن"، وصححه في تحقيقه على مشكاة المصابيح (1/ 127)، ثم تراجع عن ذلك وضعفه في "ضعيف الترغيب والترهيب" (1/ 80).
(¬3) أخرج هذه الآثار النسائي في السنن الكبرى (3/ 366)، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 279)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 898)، والبيهقي في سننه الكبرى (3/ 366)، والطبراني في المعجم الكبير (9/ 191).