كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 9)

في غار. فقال أُسَيد بن حُضير: حبط عمل عامر؛ قتلَ نفسَه. وبلغ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "له أجران". وقد ذكرنا القصة في غزاة خيبر.
وأما سَلَمة بن الأكوع؛ فحكى ابنُ سعد: ] (¬1) قال سَلَمة: غزوتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعَ غَزَوات، ومع زيد بن حارثة تسع غَزَوات حين أَمَّره رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -[علينا].
[وقال ابن سَعْد: قال سَلَمة: غَزَوْتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع (¬2) غزوات. فذكر الحُديبية، وخيبر، وحُنين، ويوم القَرَد، ولم يذكر البواقي.
وقد ذكرنا غَزَاة ذات -أو: ذي- قَرَد لمَّا أغارت غَطَفان على لِقاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، وتبعَهم سَلَمة بنُ الأكوع، وردَّ ما أخذُوا].
وكان سَلَمة ممَّن بايع تحت الشجرة؛ قال عبد الرحمن بن رزين (¬3) العراقي: أتَينا سَلَمة بن الأكوع -وكان بالرَّبَذَة- فأخرج إلينا يدَه ضخمةً كأنَّها خُفُّ البعير، فقال: بايعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي هذه. فأخذنا يده فقبَّلْنَاها.
قال ابن سعد (¬4): وفيه وفي أصحابه نزل: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18].
قال: وكان لا يسألُه أحدٌ شيئًا لوجه الله تعالى إلا أعطاه، ويقول: من لم يُعْطِ لوجه الله فبماذا يعطي؟ ! وكان يكرهها ويقول: هي الإلحاف (¬5).
[قال: ] وأجازه الحجّاج بن يوسف بجائزة، فقبلها، وكان عبدُ الملك يُجيزه فيقبل، وكان يكتب له بها إلى الكوفة (¬6).
¬__________
(¬1) من قوله: فأما عامر بن الأكوع ... إلى هذا الموضع (وهو ما وقع بين حاصرتين) من (ص). وما جاء فيه بين أقواس عادية من "طبقات" ابن سعد 5/ 209، والكلام منه.
(¬2) في (ص) (والكلام منها وهو ما بين حاصرتين): تسع، وهو خطأ. والمثبت من "طبقات" ابن سعد 5/ 210. وسلف نحوه.
(¬3) في النسخ الخطية و "تاريخ دمشق" 7/ 500 (مصورة دار البشير): بن زبر، وفي رواية أخرى منه: بن رزيق، والمثبت من "سير أعلام النبلاء" 3/ 330، وترجمتِه في "تهذيب الكمال" 17/ 91. ولعل لفظة: "زبر" معرفة عن: يزيد، فقد ذكر المِزّي أنه يقال: ابن يزيد.
(¬4) في "الطبقات" 5/ 212، وما قبله منه.
(¬5) المصدر السابق.
(¬6) المصدر السابق 5/ 213.

الصفحة 110