كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 9)

وحكى ابن سعد عن أيوب، قلت لنافع: ما كان بدء موت ابن عمر؟ قال: أصابته عارضةُ مَحْمِل بين أصبعين أصابعه عند الجمرة، فمرض، وأتاه الحجَّاجُ يعودُه، فلما دخلَ عليه غَمَّضَ عبدُ الله - رضي الله عنه - عينيه، فكلَّمه الحجَّاج، فلم يكلِّمه، فخرج من عنده وهو يقول: إن هذا يقول: إني على الضرب الأول (¬1).
ومات بمكة في دار خالد بن عبد الله بن أسيد بعد منصرف الناس من الحج (¬2)، ودُفن بالمحصَّب سنة أربع وسبعين في آخر ذي الحجة وهو ابن أربع وثمانين سنة.
وأوصى أن يدفن خارجًا من الحرم، وقال: أكرهُ أن أُدفنَ فيه بعد ما خرجتُ منه مهاجرًا، وأن لا يُصلِّيَ عليه الحجّاج، فقال له سالم ابنه: إلا أن يغلبنا الحجَّاج فيصلي عليك. فسكت. فلما مات صلَّى عليه الحجاج (¬3).
ولم يقدر (¬4) على إخراجه من الحرم، فدفنوه [في الحرم] بفخّ في مقبرة المهاجرين نحو ذي طُوى (¬5).
[قال الواقدي: في سنة أربع وسبعين. وكذا ذكر جدّي في "الصفوة" و "التلقيح" (¬6).
وقيل: مات في سنة ثلاث وسبعين بعد قتلِ ابنِ الزبير - رضي الله عنه - بستة أشهر (¬7)، وهو آخر من مات من الصحابة بمكة - رضي الله عنه -.
¬__________
(¬1) طبقات ابن سعد 4/ 174. وما سلف بين حاصرتين من (ص) و (م). ووقع فيهما اختلاف في ترتيب الأخبار عن النسخ الأربعة الأخرى.
(¬2) ينظر "تاريخ دمشق" 37/ 111 (طبعة مجمع دمشق). ونسب القول في (ص) و (م) إليه.
(¬3) طبقات ابن سعد 4/ 175. وينظر "تاريخ دمشق" 37/ 108 - 109.
(¬4) في (ص) و (م): يقدروا.
(¬5) طبقات ابن سعد 4/ 175.
(¬6) صفة الصفوة 1/ 582، وتلقيح فهوم أهل الأثر ص 139.
(¬7) في تاريخ دمشق 37/ 110: مات ابن عمر بعد ابن الزبير بثلاثة أشهر أو شهرين. ونُسب القولُ في (ص) و (م) لأبي نُعيم وابن عبد البر. ولم أقف عليه من قول أبي نعيم. وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" ص 420: مات بمكة سنة ثلاث وسبعين لا يختلفون في ذلك بعد قتل ابن الزبير بثلاثة أشهر أو نحوها، وقيل: لستة أشهر.

الصفحة 127