كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 9)

وحكى الرِّياشي عن الأصمعي قال: ثلاثة رجال ما عُرفوا في الدنيا قطّ إلا بالاسم: مجنونُ بني عامر، وابنُ القِرِّيَّة (¬1)، وابن أبي العَقِب، صاحب قصيدة (¬2) الملاحم.
وقال المدائني: المجنون المشهور بالشعر عند الناس صاحب ليلى قيس بن معاذ، من بني عامر، ثم من بني عقيل.
وحكى طالوت بن عبّاد عن الأصمعي أنه سُئل عنه، فقال: لم يكن مجنونًا، وإنما كانت به لُوثة أحدثها العشق فيه، وكان يهوى امرأة من قومه يقال لها: ليلى، واسمه قيس بن معاذ.
وقال أبو عبيدة: إن اسمه البُحْتريّ.
وقيل: الأقرع بن معاذ، وقيس أشهر.
وروي عن ابن الكلبي أنه قال: إن حديث المجنون وشعره وضعه فتىً من بني أمية كان يهوى ابنة عمّ له، وكان يكره إظهار ما بينه وبينها، فوضع حديث المجنون وأشعاره، ونسبها إليه.
قلت: وقد وهم ابن الكلبي، فإن معظم حكاياته حكاها ابن الكلبي عن أبيه.
قلت: وقد وضعتُ في هذا الكتاب ما اخترتُه من أشعاره على مقتضى الوقائع دون الترتيب.
حكى أبو الفرج الأصبهاني عن أبي الهيثم العقيلي قال: ] (¬3) وكان خطبها المجنون ورجلٌ من بني عَقِيل يقال له: وَرْد (¬4)، فزوَّجَها أهلُها من وَرْد، فمرَّ به المجنون، فقال:
¬__________
(¬1) الكلمتان غير واضحتين في (م) بسبب رطوبة فيها (والكلام منها). والمثبت من "الأغاني" 2/ 9 (والخبر فيه بنحوه). وابنُ القِرِّيَّة: هو أيوب بن زيد بن قيس، وهو من خطباء العرب المشهورين بالفصاحة والبلاغة، والقِرِّيَّة، بكسر القاف وتشديد الراء والياء هي جدَّتُه. قتله الحجاج سنة أربع وثمانين. ينظر "وفيات الأعيان" 10/ 39، و "سير أعلام النبلاء" 4/ 197.
(¬2) في (م) (والكلام منها): قصة. والمثبت من "الأغاني" 2/ 9. وابن أبي العقب: هو يحيى بن عبد الله.
(¬3) من قوله: وقد ذكر أخباره أبو عمرو ... إلى هذا الموضع (وما قبله بين حاصرتين) من (م). وينظر "الأغاني" 1/ 2 - 15.
(¬4) في (أ) و (ب) و (خ) و (د): قرد! وجاء على الصواب في (م).

الصفحة 13