كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 9)

[قال الإِمام أحمد بإسناده عن نافع مولى ابن عمر أن ابن عمرَ سمعَ صوتَ زَمَّارةِ راعٍ، فوضع أصبعيه في أذنيه، وعَدَلَ براحلته عن الطريق وهو يقول: يا نافع، أتسمع؟ وأنا أقول: نعم. فمضى حتى قلت: لا. فرفع يديه عن أذنيه، ورجع إلى الطريق، ثم قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد سمعَ صوتَ زَمَّارةِ راعٍ، فصنع مثلَ هذا.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" بهذا الإسناد (¬1).
وقال الإِمام أحمد بإسناده عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لُعِنتِ الخمرة على عشرة أوجه، لُعنت الخمرة بعينها، وشاربُها وساقيها، وبائعُها، ومبتاعُها، وعاصِرُها ومعتصِرُها، وحاملُها، والمحمولةُ إليه، وآكلُ ثمنِها" (¬2).
وفي رواية: وحاضرها (¬3).
وفي المتفق عليه عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة إلا أن يتوب"] (¬4).
وعن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سيكون بعدي أمراء يأمرونكم بما لا يفعلون، فمَنْ صدَّقهم بكذبهم، وأعانَهم على ظُلمهم، فليس مني، ولن يَرِدَ عَلَيَّ الحوضَ".
وقال سالم بن عبد الله بن عمر: حدثني أبي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ستخرجُ نارٌ قَبْلَ يومِ القيامةِ من نحو حضرموت -أو من حضرموت- تحشرُ الناس". قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: "عليكم بالشام" (¬5).
[وليس في الصحابة مَن اسمه عبد الله بن عمر سواه].
¬__________
(¬1) طبقات ابن سعد 4/ 152، ومسند أحمد (4535).
(¬2) مسند أحمد (4787).
(¬3) لم أقف عليها.
(¬4) صحيح البخاري (5575)، وصحيح مسلم (2003). وهو في "مسند" أحمد (4729). ومن قوله: قال الإِمام أحمد بإسناده عن نافع ... إلى هذا الموضع (وهو ما بين حاصرتين) من (ص).
(¬5) مسند أحمد (5146)، والذي قبله فيه برقم (5702).

الصفحة 132