كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 9)

وممَّن اسمُه عبد الله بن عمر [من غير الصحابة]

عبد الله بن عمر بن عبد الله
ابن عليّ العبشمي أبو عديّ (¬1) العَبْليّ، شاعر مخضرم في الدولتين.
وفدَ على هشام بن عبد الملك، فامتدحَه بقصيدة منها.
عَبْدُ شمسٍ أبوك وَهْوَ أبونا ... لا نُناديك من مكانٍ بعيدِ
والقَراباتُ بينَنا واشِجاتٌ ... مُحْكَماتُ القُوَى بِعَقْدٍ شديدِ (¬2)
فأعطاه ابنُ عبد الملك عطيَّةً لم يَرضَها، وفَرَّقَ في بني مخزوم أخوالِه أموالًا، فقال:
خَسّ (¬3) حظِّي أَنْ كنتُ من عَبْدِ شمسٍ ... ليتني كنتُ من بني مخزومِ
فأفوزَ الغَداةَ فيهم بسهمٍ ... وأبيعَ الأبَ الكريمَ بِلُومِ
وكان العَبْليُّ يُنكرُ على بني أمية شَتْمَ عليٍّ - عليه السلام -، فنفَوْه عن الشام، فانتقلَ إلى المدينة وقال:
شرَّدُوني (¬4) عند امتداحي عليًّا ... ورأَوْا فيَّ ذاك داءً دَوِيَّا
فَوَرَبِّي لا أبْرَحُ الدَّهْرَ حتّى ... تُخْتَلَى مهجتي أُحِبُّ (¬5) عليَّا
وبَنِيهِ لِحُبِّ أحمدَ إنِّي ... كنتُ أحْبَبْتُهمْ بحبِّي (¬6) النبيَّا
حبَّ دينٍ لا حبَّ دنيا وشرُّ ... الحُبِّ حبٌّ يكونُ دُنْياويَّا
فنفَعَه ذلك لما ظهر بنو العباس فأمَّنوه.
¬__________
(¬1) في (أ) و (ب) و (خ) و (د) (والكلام منها): أبو علي، والتصويب من "تاريخ دمشق" 37/ 117 وغيره من المصادر.
(¬2) الأغاني 11/ 303، و "تاريخ دمشق" 37/ 119. وجاء البيتان في "الأغاني" أيضًا 11/ 307 ضمن قصيدة. وروايته فيه: بجبلٍ شديدِ.
(¬3) في النسخ المذكورة: حظ. والمثبت من المصادر.
(¬4) في "الأغاني" 11/ 303: شرَّدوا بي.
(¬5) في "الأغاني": بحبِّي، بدل: أحبُّ.
(¬6) في (د) و (خ): كحبِّي، وفي (ب): لحبِّي. المثبت من (أ)، وهو الوانق لما في "الأغاني" 11/ 303.

الصفحة 133