كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 9)

أرى اليومَ يأتي دونَ ليلى كأنّما ... أتَتْ حِجَج من دويها وشهورُها
عليَّ دماءُ البُدنِ إنْ كان بَعْلُها ... يرى ليَ ذنبًا غيرَ أني أزورُها
وأشْرِفُ بالقَوْز اليَفَاع (¬1) لعلَّني ... أرى نارَ ليلى أو يراني بصيرُها
[وقال ابن الكلبيّ: وتوبةُ هو القائل:
فإنْ تمنعُوا ليلى وحُسْنَ حديثها ... فلن تمنعوا عني البكا والقوافيا
فهلَّا منعتُمْ إذْ منعتُمْ حديثها (¬2) ... خيالًا يوافيني مع الليل هاديا] (¬3)
وكان توبة يُغير (¬4) على الأحياء، ويحمل معه الماء في المفاوز، فخرج مرة يُغير على هَمْدان وبني عقيل ومعه أخوه عبدُ الله وابنُ عمٍّ له، ففقدوا الماء، وطلبوهم فقتلُوهم، فقالت ليلى تبكيه:
فآلَيْتُ أبكي بعد توبةَ هالكًا ... وأندبُ إن دارَتْ (¬5) عليه (¬6) الدوائرُ
لَعَمْرُكَ ما بالقتلِ عارٌ على الفتى ... إذا لم تُصبه في الحياة المعايرُ
[وقال ابن الكلبي: أغارت بنو الحارث بن كعب على قوم توبة، فخرج يدافع عنهم، وقاتل، فقُتل، وكانت وفاته في هذه السنة] (¬7).
وأما ليلى فإنها ماتت في هذه السنة (¬8).
[وقال ابن الكلبي: ] وهجت النابغةَ [الجعدي] وهجاها، فقال:
وكيف أُهاجي شاعرًا رُمْحُهُ أسْتُهُ ... خضيبَ بنانِ لا يزالُ مُكَحَّلا
¬__________
(¬1) القَوْز: الكثيب العالي من الرمل. واليَفَاع: المشرف من الأرض.
(¬2) في "المنتظم" 6/ 169: كلامها.
(¬3) ما بين حاصرتين من (ص) و (م).
(¬4) في النسخ الخطية: يغار (في الموضعين) (؟ ). وأثبت اللفظة على الجادة. وينظر "الأغاني"11/ 217، و "المنتظم" 6/ 169.
(¬5) في "الشعر والشعراء" 1/ 450، و "الأغاني" 11/ 234: أقسمت أرثي بعد توبة هالكًا وأحفل من دارت ... في "الكامل" 3/ 1460: آليت أبكي ... (بمثل ما قبله).
(¬6) في (ص): علينا.
(¬7) ما بين حاصرتين من (ص) و (م).
(¬8) أوردها كذلك ابن الجوزي في "المنتظم" 6/ 172 في وفيات هذه السنة (75) ونُسب القول في (ص) و (م) إليه.

الصفحة 162