كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 9)

أمَّا بعد، فإنَّ المكان الذي فررتَ منه لم يسق إلى غير من جاءه حِمامُه، ولم تتعدَّاه (¬1) أيامُه، وإنَّ الموضعَ الذي أنتَ فيه لَبِعَينِ مَنْ لا يُعجزُه طَلَب، ولا يفوتُه هَرَب، ونحن وإيَّاك على بساط، وإنَّ النَّجَف من ذي قدرة لَقريب. فرجع الرجل (¬2).
وقيل: توفّي سنة ستٍّ وسبعين بالكوفة وله مئةٌ وثمانِ سنين (¬3).
وقيل: توفي سنة ثمانين، أو تسع وسبعين (¬4).
وقيل: سنة ثمان وسبعين (¬5).
وقيل: سنة خمس وسبعين.
وقيل: عاش مئة وسبعًا وعشرين سنة (¬6).
[وقال ابنُ عبد البَرّ: ولَّاه عمر بن الخطاب القضاء، فأقام قاضيًا ستين سنة] (¬7).
[وقال ابن قُتيبة: ] وأقام قاضيًا خمسًا وسبعين سنة، لم يتعطَّل سوى ثلاث سنين في فتنة ابن الزُّبير، فلمَّا وليَ الحجَّاجُ الكوفةَ سألَه أن يُعْفِيَهُ، فأعفاه (¬8).
وقال الفَضْل بن دُكين: خرج شُرَيح يومًا من عند زياد وهو على الكوفة، فقال له رجل: يا شُريح، كَبِرَتْ سِنُّك، ورقَّ عظمُك، وارتشى ابنُك. فعاد إلى زياد، فأخبره، واستقاله، فقال: لا أَقيلُك حتى تَدُلَّني على رجل يصلحُ. فقال: عليك بأبي بُرْدَة بن أبي موسى. فولَّاه وعزلَ شُريحًا (¬9)، ثم عاد شُريح بعد ذلك إلى القضاء.
¬__________
(¬1) كذا في النسخ غير (ص) و (م) فلم يرد فيهما الخبر.
(¬2) الخبر بنحوه في "العقد الفريد" 3/ 193، و"حلية الأولياء"4/ 136، و"وفيات الأعيان" 2/ 463.
(¬3) طبقات ابن سعد 8/ 265، وهو قول الفضل بن دُكَين.
(¬4) حكاه ابن سعد عن الشعبي.
(¬5) المصدر السابق عن بعض أهل العلم. ونسبت هذه الأقوال في (ص) و (م) إليه.
(¬6) نُسب القول في (ص) و (م) لابن عساكر. والذي في "تاريخه"8/ 59 عن أشعث بن سوار أن شُريحًا مات وهو ابن مئة وعشرين سنة، وأن أبا رجاء العطاردي مات وهو ابن مئة وسبعة وعشرين سنة.
(¬7) ما بين حاصرتين من (ص) و (م)، وفيهما بعده: مات سنة خمسين وسبعين، ومات وهو ابن مئة وعشرين سنة، في سنة ثمانين! ولعل في الكلام سقطًا أو تكرارًا.
(¬8) المعارف ص 433.
(¬9) تاريخ دمشق 8/ 51 (مصورة دار البشير)، وصفة الصفوة 3/ 41.

الصفحة 176