كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 9)

وقال ابن سعد: هو من ثقات التابعين (¬1).
وبعثه عبد العزيز بن مروان إلى إفريقية غازيًا.
وقال: حضرت مع عمر بالجابية، فجاءه قوم من أهل الذِّمَّة فقالوا: يا أمير المؤمنين، قد فَرَضْتَ علينا أن نَرزُقَ المسلمين العَسَل، ولا نجده عندنا، وإن عندنا شرابًا يشبه العسل، فقال: ائتوني به، فأتوه به فجعل يرفعه على إصبعه، فيمتدّ كهيئة العسل، فقال عمر: إن هذا يشبه طِلاء الإبل، فأتوه بماءٍ، فصبّ (¬2) عليه وشرب منه، وسقى أصحابَه وقال: ما أطيب هذا، ارْزُقونا منه وارزقوا المسلمين منه.

عبد الله بن الحارث
ابن نَوْفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، أبو محمد الهاشمي، من الطبقة الأولى من التابعين، وأمه هند بنت أبي سفيان بن حَرْب، وهو الملقَّب: بَبَّة.
وُلد في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتت به أمُّه إلى أختها أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها فقال: من هذا؟ فقالت: ابنُ عمّك وابن أختي، فتَفَل في فيه ودعا له. وقد ذكرنا طرفًا من أخباره، ووفاته بعُمان.
وكان له من الولد: عبد الله، ومحمد، أمهما [خالدة بنت مُعَتِّب بن أبي لَهب ابن عبد المطلب، وأمُّها] عاتكة بنت أبي سفيان بن الحارث (¬3).
وإسحاق، وعبيد الله وهو الأرْجُوان، والفضل، وأمّ الحَكَم ولدت لمحمد بن علي بن عبد الله بن عباس: يحيى ومحمدًا والعالية بني محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
وأمّ أبيها (¬4) بنت بَتَّة.
وزينب، وأم سعيد، وأم جعفر، وأمهم أم عبد الله بنت العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب.
¬__________
(¬1) "طبقات ابن سعد"9/ 444 وفيه: سفيان بن وهب الخولاني، لقي عمر بن الخطاب. اهـ. ونقله عنه ابن عساكر 6/ 385 (مخطوط)، ولم أقف على كلام ابن سعد الذي نقله المصنف.
(¬2) في (أ): فيريقه على إصبعه ... فصبه، والخبر في "تاريخ دمشق" 6/ 384.
(¬3) ما بين معكوفين من و"طبقات ابن سعد" 7/ 28، وجاء في نسب قريش ص 86 - 87 أن أمّ محمد هي هند بنت خالد بن حِزام.
(¬4) في النسخ: وأم أمها، والمثبت من "طبقات ابن سعد".

الصفحة 318