أن يُورَد الأحنفُ وقومُه حرَّ سَقَرْ، لا يَقدِرُون على صَدَرْ، وقد بلغني أنكم تُكَذِّبون بي وبرُسُلي، فإن فعلتُم فقد كُذِّب الرُّسُل من قَبلي، ثم قال الأحنف: فهذا منا أو منكم؟ قال الشعبي: فلم أُحِرْ جوابًا.
وقال حمّاد بن زيد: خرج الأعشى إلى بلاد الدَّيلَم فأُسِر، فأقام عند بعض الدَّيلَم مُدةً، فهَويَتْه ابنتُه، وصارت إليه ليلًا، وأمكَنَتْه من نفسها، فواقَعها في تلك الليلة ثماني مرات، فقالت: هكذا تَصنعون بنسائكم؟ قال: نعم. قالت: فبهذا تُنْصَرون. ثم قالت: فإن أنا خَلَّصْتُك تَصطَفيني لنفسك؟ قال: نعم. فلما كان الليل حَلَّتْ قُيودَه، وأخذت به طرائق تعرفُها، فخَلَصا (¬1).
عبد الرحمن بن أبي ليلى
يسار بن بلال بن بُليل بن أُحَيحَة بن الجُلاح بن الحَريش بن جَحْجَبا بن كُلْفَة بن عوف بن عمرو بن عوف، من الأوس، أنصاري.
وأبو ليلى صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد معه أُحدًا وما بعدها من المشاهد، ثم انتقل إلى الكوفة وبنى بها دارًا في جُهينة.
روى عنه ابنُه عبد الرحمن، وشهد هو وابنه عبد الرحمن مع علي - عليه السلام - مشاهدَه كلَّها, ووفد على معاوية، ووُلد ابنُه عبد الرحمن لستّ سنين بقيت من خلافة، عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، وقدم المدائن في حياة حُذيفة وفي أيام علي - عليه السلام -.
وعبد الرحمن كُنيته أبو عيسى، وهو من الطبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة، وكان عالمًا زاهدًا متعبدًا، كان إذا صلى الصبح نشر المصحف، وقرأ حتى تطلع الشمس.
ولما قدم الحجاج الكوفة أراد أن يستعمله على القضاء، فقال له حَوْشَب: إن كنتَ تريد أن تبعثَ عليَّ بن أبي طالب على القضاء فافعل.
قال الأعمش: رأيتُ عبد الرحمن وقد أوقفه الحجاج فقال: الْعَن الكذَّابين: عليًّا وعبد الله بن الزبير والمُختار بن أبي عبيد، فقال عبد الرحمن: لعن الله الكذَّابين، ثم
¬__________
(¬1) انظر في ترجمته: "تاريخ الطبري" 6/ 375، و"أنساب الأشراف"6/ 495، و"مروج الذهب" 5/ 355 - 358، و"الأغاني" 6/ 33 - 62، و"تاريخ دمشق" 9/ 1003 و 10/ 1 - 3 (مخطوط)، و"المنتظم" 6/ 253، و"السير" 4/ 185. والدَّيلَم (كما في المعجم الوسيط): جيلٌ من العجم كانوا يسكنون نواحي أذربيجان.