كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 9)

قال ثابت البُناني: ما كان أحدٌ من الناس أحبّ إليَّ أن ألقى [الله في] مِسْلاخِه (¬1) إلا عُقبة بن عبد الغافر، فلما وقعت الفتنةُ أتيناه فقال: ما أعرفكم.
ولما وقعت فتنةُ ابن الأشعث خرج فيها، وقاتل الحجاج مع القرَّاء، فلما وقع جَريحًا في الخندق، وانهزم الناس؛ جعل يقول: ذهبت الدنيا والآخرة، ثم قُتل.
[وفيها توفي]

أبو البَخْتَريّ الطائيّ
[ذكره ابن سعد] في الطبقة الثانية من التابعين من أهل الكوفة، [قال: ] واسمُه [فيما ذكر] عليّ بنُ عبد الله بن جعفر: [سعيد بن أبي عمران]، وقيل: سعيد بن جُبير (¬2).
وهو مولى لبني نَبْهان من طَييّء.
ولما كان يوم الجَماجم أراد القُرَّاء أن يُؤمّروه عليهم فقال: لا تفعلوا فإني رجل من الموالي، فأمَّروا عليهم رجلًا من العرب.
شهد مع ابن الأشعث يوم دُجَيل الأهواز سنة ثلاث وثمانين فقتل.
وكان يسمع النَّوحَ ويبكي، وكان (¬3) كثيرَ الحديث، يُرسل حديثَه [ويروي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم]، فما كان من حديثه سماعًا فهو حسن، وما كان مرسلًا فهو ضعيف.
[فصل: وفيها توفي]

الكُمَيل بن زياد
ابن نَهيك بن مالك (¬4) النخعي، من الطبقة الأولى من أهل الكوفة، وكان من أصحاب علي - عليه السلام -، شهد معه صفِّين والنَّهروان ومشاهدَه كلَّها.
¬__________
(¬1) في النسخ: ألقى سلاحه، والمثبت من "طبقات ابن سعد"9/ 224. والمِسْلاخ: الجِلْد.
(¬2) ما بين معكوفين من (ص)، وكان فيها: واسمه فيما ذكر علي بن عبد الله بن جعفر، وقيل سعيد بن جبير، وقيل سعيد بن أبي عمران، وأصلحت سياقه من "طبقات ابن سعد" 8/ 409، وسمَّاه الذهبي في "السير" 4/ 279 سعيد بن فيروز.
(¬3) في (ص): وقيل كان يسمع ... قال وكان.
(¬4) بين نهيك ومالك ستة آباء في "طبقات ابن سعد" 8/ 299، و"تاريخ دمشق"59/ 480.

الصفحة 326