كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 9)

وقال أيضًا: [من الطويل]
ألا ذهب الغَزْوُ المُقَرِّبُ للغِنى ... ومات النَّدى والجُودُ بعد المُهَلَّبِ
أقام بمَرْو الرُّوذِ وهو (¬1) ضَريحُهُ ... وقد غُيِّبا (¬2) من كلِّ شرقٍ ومَغْرِبِ
إذا قيل أيُّ الناسِ أولى بِنعمةٍ ... على الناس قلناه ولم نَتَهَيَّبِ
أباح لنا سَهْلَ البلاد وحَزْنَها ... بخَيلٍ كأرْسالِ القَطا المُتَسرِّبِ
يُعَرِّضُها للطَّعنِ حتى كأنّما ... يُجَلِّلُها بالأُرجُوانِ المُخَضَّبِ
تُطيفُ به قَحطانُ قد غَضِبَتْ له (¬3) ... وأَخلافُها من حيِّ بكرٍ وتَغلبِ
وحيّا مَعَدّ عُوَّذٌ بلوائه ... يُفَدُّونه بالنَّفسِ والأُمِّ والأبِ
ذكر أولاده:
وُلد للمهلب عشرة أولاد: يزيد، وزياد، ومُدرِك، وحبيب، والمغيرة، والمفضَّل، وقَبيصة، ومحمد، وهند، وفاطمة.
فأما يزيد وزياد ومدرك فإنهم وُلدوا في سنة واحدة، وأعمارهم واحدة، وعاش كل واحد منهم ثمانيًا وأربعين سنة، وقتلوا في سنة اثنتين ومئة.
وأما المغيرة فمات بخراسان كما ذكرنا، وابنُه بشر بن المغيرة، ومن شعره في الحماسة: [من الطويل]
جَفاني الأميرُ والمغيرةُ قد جَفا ... وأمسى يزيد لي قد ازْوَرَّ جانبُهْ
وكلُّهمُ قد نال شِبْعًا لبطنهِ ... وشِبْعُ الفتى لُؤمٌ إذا جاع صاحبُهْ
فيا عَمُّ مَهْلًا واتَّخِذني لنَوْبَةٍ (¬4) ... تُلِمُّ فإن الدَّهرَ جَمّ نوائبُهْ
أنا السيفُ إلا أن للسيف نَبْوَةً ... ومثليَ لا تَنْبو عليك مضارِبُهْ
أسند المهلب عن سَمُرة بن جُندب وغيره، وروى عنه أبو إسحاق الهَمْداني، وسماك بن حرب وغيرهما.
¬__________
(¬1) في "تاريخ الطبري" 6/ 355: أقاما ... رَهْنَي، وفي "إمالي القالي" 2/ 199 و "العقد الفريد" 3/ 298: رهن.
(¬2) في النسخ: يعدو به، والمثبت من المصادر.
(¬3) في تاريخ الطبري 6/ 355: عُصِّبَتْ به، وهو الأشبه.
(¬4) في النسخ: لنبوة، والمثبت من ديوان الحماسة 1/ 266 (بشرح المرزوقي).

الصفحة 337