ذكره ابن سلّام في الشعراء الإسلاميين وقال: شاعر مُجيد من أهل مكة، كان يَقدم علي بني أمية: عبد الملك وغيره، وأدرك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وكان عمر وَلّى أباه اليمن، وسنذكره إن شاء الله.] (¬1)
ومنهم محمد بن عبد الله بن نُمَير الثَّقفيّ الشّاعر [وكنيته أبو نُمير].
كان يُشَبِّب بزَينب أخت الحجّاج بن يوسف، فأراد الحجاج قتلَه، فهرب فاستجار بعبد الملك، فأجاره وقال: أنشدني ما قلتَ في زينب، فأنشده: [من الطويل]
تَضَوَّعَ مِسكًا بَطنُ نَعْمان إذ مَشتْ ... به زينبٌ في نسوةٍ عَطِراتِ
فكتب له كتابًا إلى الحجاج يقول: لا سبيلَ لك عليه، فلما قدم بكتابه على الحجاج لم ينظر فيه وقال: أنا بريء من بيعة أمير المؤمنين لئن لم تُنشدني ما قلتَ في زينب لأقتلنّك، فأنشده: [من الطويل]
تَضوَّعَ مِسْكًا بَطنُ نَعْمان إذ مَشَتْ ... به زينبٌ في نِسوةٍ عَطِراتِ
فقال له الحجاج: كذبتَ، ما كانت تتطيَّب إذا خرجت من بيتها، فقال:
يُخَمِّرْنَ أطرافَ البَنانِ من التُّقى ... ويَخْرُجْنَ بالأسْحارِ مُعْتَجِراتِ
فقال: هكذا تفعل الحُرَّة العفيفة (¬2)، فقال:
مَرَرْنَ بفَخٍّ ثم رُحْنَ عَشِيَّةً ... يُلَبِّينَ للرَّحمن مُعْتَمِراتِ
فقال الحجاج: هكذا المسلمات، فقال:
تهادَيْنَ ما بين المُحَصَّب من مِنى ... فأقبَلْنَ لا شُعثًا ولا غَبِراتِ
فقال الحجاج: ذاك من سَترهن، ثم قال:
خَرجْن إلى البيتِ العَتيقِ لعُمْرَة ... نَواصِبُ في سُجْفٍ ومُخْتَمراتَ
¬__________
(¬1) هذه الترجمة والتي قبلها من (ص)، وفي ترجمة عمر بن أبي ربيعة أوهام ثلاثة:
أولها: قوله: يلقب ذا الرمحين، فإن هذا لقب جده أبي ربيعة.
وثانيها: قوله: ذكره ابن سلام، ولم يذكره ابن سلام ولا ترجم له.
وثالثها: قوله: أدرك عمر بن الخطاب، وذكر مترجموه أنه ولد ليلة استشهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وقد تابع المصنف في ذلك ابن عساكر، انظر "تاريخ دمشق" 54/ 68، و"الأغاني" 1/ 66، و"السير" 4/ 379 وما فيها من مصادر.
(¬2) في (ص): هكذا تفعل الحرائر العفيفات.