واختلفوا فيمن حجَّ بالناس في هذه السنة على أقوال؛ أحدها: عمر بن عبد العزيز، قاله الواقدي (¬1).
وأحرم من ذي الحُلَيفة، وأحرم معه وجوه الناس، وساق بُدْنًا، فلما كان بالتَّنْعيم لقيه عبد الله بن أبي مُلَيكة، فأخبره أن مكة قليلة الماء والمطر، وأنهم يخافون على الحاجّ العطش، فقال عمر - رضي الله عنه -: فالمَطْلَب ها هنا بَيِّن، فتعالوا نَدْعُ الله، فدعا وأفَنوا، فما وصلوا البيت إلا وقد جاءت سحابة، وسال الوادي سيلًا خافوا منه الغرق، ومُطِرت مِنًى وعَرفة وجميع تلك الأماكن، وأخصبت مكة.
والثاني: عمر بن الوليد بن عبد الملك، قاله أبو مَعْشر (¬2).
والثالث: الوليد بن عبد الملك، حكاه المسعودي، والأوَّل أصحّ.
وكان العمال في هذه السنة الذين كانوا في السنة الماضية.
فصل: وفيها توفي
عبد الله بن أبي قتادة
ابن رِبْعيّ بن بَلْدَمة الأنصاريّ الخَزْرَجيّ، من الطبقة الثانية من التابعين من أهل المدينة، وأمُّه سُلافَة بنت البراء بن مَعْرور [بن صَخر، من بني سَلِمة]، وكانت وفاتُه بالمدينة.
أسند عن أبيه، وكان ثقةً قليلَ الحديث، وكُنيته أبو يحيى، وله عَقِب.
وأخوه ثابت بن أبي قتادة، [وكنيته] أبو مصعب، من الطبقة الثانية أيضًا، وتوفي في خلافة الوليد بن عبد الملك [أيضًا].
وأخوهما: عبد الرحمن بن أبي قتادة، قُتل يوم الحَرَّة [وقد ذكرناه] (¬3).
¬__________
(¬1) في النسخ خلا (ص): وحج بالناس عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -.
(¬2) من قوله: والثاني ... إلى هنا من (ص)، بدله في النسخ: وقيل حج عمر بن الوليد وقيل الوليد بن عبد الملك، والأول أصح. وانظر "الطبري" 6/ 437 - 438، و "المنتظم" 6/ 288.
(¬3) "طبقات ابن سعد" 7/ 269 - 270 وما بين معكوفين من (ص).