كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 9)

وقيل: إن الشعر لولده عبد الله (¬1).
وقدم عبد الرَّحْمَن الشَّام مع سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: فأقمنا معه شهرين بعَمّان البَلْقاء، فكان سعد يَقصُرُ الصّلاة ونحن نُتِمّ، فسألناه عن ذلك فقال: نحن أعلم.
أسند عبد الرَّحْمَن عن سعد بن أبي وقَّاص، وأبي رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبيه المِسْوَر.
وروى عنه الزُّهري، وحَبيب بن أبي ثابت، والشَّعبي وغيرهم (¬2).

السنة الحادية والتسعون
وفيها غزا المسلمون جزيرة الأندلس.
[واختلفوا فيمن افتتحها على قولين: أحدهما موسى بن نُصير، والثاني: طارق مولى موسى بن نُصير.
وقال هشام بن محمَّد والهيثم وأبو اليقظان وغيرهم على اختلاف بعضهم بين الروايات: ] إن موسى بن نُصير سار في جيوشه في هذه السنة، فعبر إلى طُلَيطُلَة مدينة الأندلس بعد أن استولى على الجزيرة، وافتتح حصونَها، ودخل طُلَيطُلَة عَنْوَةً، فوجد في دار المملكة مائدة سليمان - عليه السلام -، وهي من خليطين ذهب وفضة، وعليها ثلاثة أطواق من لؤلؤ وجوهر (¬3).
وقال الهيثم إنما فتحها طارق في سنة اثنتين وتسعين (¬4)، عبر إلى الجزيرة في اثني عشر ألفًا، فلقي أدرينوق ملك الجزيرة، فقتله في رجب، [قال: ] وادعى موسى بن نُصير بين يدي
¬__________
(¬1) نسبها ابن الجوزي في "المنتظم" 6/ 297 - 298 لعبد الرَّحْمَن، وابن قتيبة في "الشعراء"564 لأبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن المسور، وابن عبد ربه في "العقد" 6/ 47 للمسور بن مخرمة، والمرزوقي في شرحه للحماسة 1245 لبعض القرشيين، وياقوت في "معجم البلدان"1/ 478 لكثير، وانظر ديوان مجنون ليلى 291. قوله: بلاكث، هي قارَة (حَرَّة) عظيمة فوق ذي المَرْوَة (قرية بوادي القرى) وهي عيون ونخل لقريش. ينظر معجم البلدان 1/ 478 و 5/ 116.
(¬2) من قوله: أسند عبد الرَّحْمَن ... إلى هنا ليس في (ص). وينظر تهذيب الكمال 17/ 402.
(¬3) ذكره الطبري 6/ 481 سنة (93) عن الواقديّ.
(¬4) وكذا ذكر الطبري 6/ 468.

الصفحة 444