كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 9)

[فصل: وفيها تُوفِّي]

أنس بن مالك
ابن النَّضر بن ضَمْضَم بن زيد بن حَرام بن جُنْدَب ابن عامر بن غَنْم بن عَديّ بن النَّجار.
من الطبقة الثالثة من الأنصار، وكناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا حَمزة، وقيل: كنيته أبو ثُمامة، وثمامة أكبر ولده، وأم أنس أمُّ سُلَيم بنت مِلْحان من بني النّجار، [واسمها مُلَيكَة] وأمُّها الرُّمَيصاء [وقد ذكرناها، وقيل: إن مُليكة جدة أنس، وقد ذكرناها في صدر الكتاب] (¬1).
ولما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أخذت أم أنس بيده، وجاءت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالت: يَا رسول الله، خُوَيدِمُك أنس ادْعُ له، فقال: "اللهمَّ أكْثِرْ ماله وولَده، وأطِلْ عُمره، واغفر ذَنبه، وبارك له فيما أعطيتَه" أخرجاه في "الصحيحين" بمعناه (¬2).
وقال أنس [في رواية ابن سعد عنه: ] فدفنتُ من صُلبي مئة ولد، وإن نخلي تُثمر في السنة مرتين، ولقد عشتُ حتَّى استحييتُ من أهلي [أو سئمت الحياة] , وأنا أرجو الرابعة، يعني المغفرة.
[وفي رواية] قال: خدمتُه عشر سنين، فما قال لشيءٍ لم أَصْنعه: لِمَ لم تصنعه، ولا قال لشيء صنعتُه: لم صنعتَه، وتوفي وأنا ابن عشرين سنة (¬3).
وذكر ابن عساكر في "تاريخه" وقال: دفن أنس من صُلبه إلى مَقْدَم الحجّاج بضعًا وعشرين ومئة ولد (¬4).
[وقد ذكرناه في السيرة، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأنس: "يَا بُنيّ" (¬5)]
¬__________
(¬1) ما بين معكوفين من (ص)، وفي "طبقات ابن سعد" 10/ 395 أن أم سليم بنت ملحان يقال لها الرميصاء، واختلفوا في اسمها فقيل سهلة، وقيل رملة، وقيل أنيفة، وقيل رميثة، وأمها مليكة.
(¬2) صحيح البُخَارِيّ (6334)، ومسلم (2480).
(¬3) "طبقات ابن سعد" 5/ 325 - 326 و 9/ 19.
(¬4) "تاريخ دمشق" 3/ 160 (مخطوط)، وأخرجه البُخَارِيّ (1982).
(¬5) ما بين معكوفين من (ص)، وانظر "طبقات ابن سعد" 5/ 327 - 328.

الصفحة 456